الجمعة، مايو 02، 2014

ما صحة هذا الموضوع (علامات يوم القيامة المتبقية) ؟


السؤال: ما صحة هذا الموضوع (علامات يوم القيامة المتبقية)






..............................................
خلاصة البحث




((علامات الساعة: سقوط سبعة من أمراء الدول, ظهور الإمام المهدي, ظهور الدجَّال, نزول سيدنا عيسى عليه السلام, ظهور يأجوج ومأجوج, شروق الشمس من مغربها, أبواب التوبة تُغلق, ستظهر دابة الأرض؛ لتضع علامة على المسلمين, سيعمُّ الضَّباب على الأرض لمدة أربعين يومًا, وسيقتل كل المؤمنين الحق؛ حتى لا يشهدوا بقيَّة العلامات, نار عظيمة ستسبِّب الدمار, دمار الكعبة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نقل هذا النبأ عني، سأجعل له يوم القيامة مكانًا بالجنة)).

الدرجة: كذب








وكذلك

 قال عنه الإسلام سؤال وجواب


أولًا:


هذا الحديث بهذا التمام لم نجد له أصلا ، وأمارات الوضع عليه لائحة فهو مع ركاكته فإن قوله فيه " من نقل هذا النبأ عني ، سأجعل له يوم القيامة مكانًا بالجنة " قول منكر ؛ إذ كيف يكون مجرد نقل مثل هذا الخبر له هذا الثواب الجزيل ، وقد قال ابن القيم رحمه الله :
" والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) ....


ثانيا :

ما ذكره من العلامات من ظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وظهور المهدي ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وغلق باب التوبة ، وخروج النار ثابت في السنة الصحيحة .
انظر إجابة السؤال رقم : (78329) .


ثالثا :

قوله عن الدابة أنها تضع علامة على المسلمين خطأ ، والمشهور أنها تخطم أنوف الكافرين ، 

فروى الترمذي (3187) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ وَتَخْتِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ: هَاهَا يَا مُؤْمِنُ، وَيُقَالُ: هَاهَا يَا كَافِرُ، وَيَقُولُ : هَذَا يَا كَافِرُ وَهَذَا يَا مُؤْمِنُ ) .
وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ فِي دَابَّةِ الأَرْضِ. وَفِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ " انتهى .
وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" .

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ ) .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (322) .

رابعا :

قوله " يعم الضباب الأرض أربعين يوما ويقتل المؤمنين " فالثابت بالسنة الصحيحة ما رواه مسلم (2937) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ: " ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ... " .
فذكر الحديث في نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ، إلى أن قال : ( فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) ....


خامسا :

أما قوله إن من أشراط الساعة سقوط سبعة من أمراء الدول : فلا نعلم له أصلا .


-سادسًا :

والواجب على المسلم أن يستثبت أولا من الخبر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرويه عنه ، وخاصة تلك الأحاديث التي يتناقلها الناس عبر الإنترنت ، فإن فيها الكثير من الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها .
ولقد أحسن الأخ السائل صنعا إذ سأل عن صحة هذا الحديث ، وهذا سبيل من يحتاط لدينه ويخاف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو القائل :
مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .


والله أعلم .















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق