السبت، ديسمبر 21، 2019

هل الحيوانات تصيب الإنسان بالعين






تسأل عن ما ورد هنا


هل_الحيوانات_تصيب_الإنسان_بالعين ؟



بعض الحيوانات تصيب الناس بأعينها ونظرها وتؤثر وقد تقتل بها ،

قال الإمام ابن القيّم : [وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك ، فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين ، ومنها ما تؤثر في طمس البصر،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأبتر[ذنبه قِصَيرِ] وذي الطفيتين[على ظهره خطَّين أسودين] من الحيات : " إنهما يلتمسان البصر(تعمِي)، ويسقطان الحبل"(الجنين)زاد المعادج4ص149


وقد روي عن ابن عباس أن الكلاب من الجن وهي بقعة الجن فإذا غشيتكم فألقوا لها بشيء فإن لها أنفسا يعني أعينا" التمهيد ج 14 ص 229


ومن واقعنا وجدنا إصابات لبعض الناس من نظرات القطط خاصة وغالباً يحدث ذلك وقت الطعام حيث تكون جائعة وتنظر إلى كلِّ لقمة يرفعها ذلك الشخص إلى فمه فتحدث بعض الإصابات من ذلك ولو أْنه أعطاها مايدفع عنها الجوع لكان حسناً.
من موقع الشيخ / خالد الحبشي


لقد روى الرواة عن ابن عباس انه قال : " الكلاب من الجن ، فإذا غشيتكم عند طعامكم ، فألقوا لهنّ فإن لها نفسا " ، قال الامام ابن قتيبة في معنى قوله " فان لها نفسا " يريد بذلك ان لها عينا قد تصيب من يأكل أمامها ولا يعطيها منه ...


ولقد كان هذا أمرا معروفا عند قدماء البشر ، حيث كانوا يكرهون تناول الطعام بين يدي البهائم والسباع ، خشية أن تصيبهم بعيونها ، لما فيها من الشره والحرص ...


يستفاد من هذا أن الاكل بحضرة الخدم والمراسلين والموظفين والمعوزين قد يصيب بالعين للسبب ذاته ، لان الحكم يدور مع علته وسببه وجودا وعدما .


ومن المؤيدات الشرعية لذلك أن رسولنا عليه الصلاة والسلام :" كان يستعيذ بالله من كل عين لامة"
معنى لامة اي واقعة بالانسان - ،

وعموم لفظ ( كل عين ) لم يفرق بين عين الانسان وعين البهائم والسباع وحتى الهوام ، بل اطلقها ولم يستثن شيئا فدل على إمكانية أن يصاب الانسان بعينها ،



وكما ان الانسان يصيبها بالعين كما اخبر رسول الله ( ان العين لتولج الرجل القبر والجمل القدر ) فانها تصيب الانسان بعينها ايضا كما هو ظاهر .





.......................................

خلاصة البحث


-  عن الحديث  الأول 



 وجدنا سؤال:



روى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اقتلوا الحيّات ، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر ، فإنهما يطمسان البصر ، ويسقطان الحبلى ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . أرجو شرح هذا الحديث ، فقد سألني أحد أصدقائي وهو غير مسلم ، فقال : كيف يمكن لحيّة أن تطمس البصر ، وأن تسقط الجنين ؟


وكانت الإجابة



                                                                               أولاً : 


هذا الحديث رواه البخاري (3297) ومسلم (223) .

( ذا الطُّفْيَتين ) : هما الخطان الأبيضان على ظهر الحية .

( الأبتر ) : نوع من الحيات أزرق ، قصير الذَّنَب ، أو لا ذَنَبَ له ،

وقال الداودي : هو الأفعى التي تكون قدر شبر أو أكثر قليلا .

( يطمسان البصر ): تمحو نور العين وإبصارها .

( الحَبَل ) : الجنين .
انظر شرح الحديث للنووي في " شرح مسلم " (14/230) ، والحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (6/348) 



ثانياً


من روايات الحديث

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" في رواية ابن أبي مليكة عن ابن عمر : (ويذهب البصر) -البخاري-، وفي حديث عائشة : (فإنه يلتمس البصر) -مسلم-، وفي رواية ابن أبي مليكة عن ابن عمر : (فإنه يسقط الولد-البخاري-، وفي حديث عائشة : (ويصيب الحبل)-مسلم- ، وفي رواية أخرى عنها : (ويذهب الحبل-البخاري-، وكلها بمعنى – أي بمعنى واحد - " انتهى من " فتح الباري " (6/348) .




ثالثاً :
سبب طمس البصر وإسقاط الحبل

اختلف شراح الحديث في سبب فقد البصر وإسقاط الجنين عند رؤية هذا النوع من الحيات :

القول الأول : أنها تؤذي بالنظر المجرد إليها ، لخاصية جعلها الله في نظر هذه الحيات ، تُفقِد الإنسان بصره وتُسقط الحمل ، من غير لسع ولا لدغ ، كأذى العائن يؤذي من يصيبه بعينه مباشرة .
قال القاضي عياض عن هذا القول : إنه أظهر . "إكمال المعلم" (7/168 ، 169) .
وكذا قال القرطبي في "المفهم" (5/533) ، والنووي في "شرح مسلم" (14/230) والمناوي في "فيض القدير" (2/59) .
وروى النضر بن شميل عن أبي خيرة أنه قال : "الأبتر من الحيات أزرق مقطوع الذنب ، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها " انتهى من " كشف المشكل من حديث الصحيحين " لابن الجوزي (ص/379) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة ، وتقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصية ، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى ، فإن السم كامن فيها بالقوة ، فإذا قابلت عدوها انبعثت منها قوة غضبية ، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية ، فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين ، ومنها : ما تؤثر في طمس البصر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها : ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به ، لشدة خبث تلك النفس وكيفيتها الخبيثة المؤثرة ، والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة ، بل التأثير يكون تارة بالاتصال ، وتارة بالمقابلة ، وتارة بالرؤية ، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه ، وتارة بالأدعية ، والرقى ، والتعوذات ، وتارة بالوهم والتخيل" انتهى من " زاد المعاد " (4/153)، ونحوه " بدائع الفوائد " (2/229) ، وفي "فتح الباري" (10/200) .

القول الثاني : أن سبب فقد البصر وسقوط الحمل هو اللدغ واللسع ، والسم المصاحب لذلك النهش الذي يؤذي كل من يصيبه .
قال الإمام الزهري – بعد روايته الحديث عن سالم عن ابن عمر - : "نرى ذلك من سميهما" انتهى من " صحيح مسلم " (2233) .
وقال الإمام الخطابي رحمه الله :
" معنى قوله : ( يلتمسان البصر ) قيل فيه وجهان :
أحدهما : أنهما يخطفان البصر ويطمسانه وذلك لخاصية في طباعهما ، إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان .
وقيل : معناه أنهما يقصدان البصر باللسع والنهش " انتهى من " معالم السنن " (4/157) ثم رجح الخطابي القول الأول .

القول الثالث : أن إسقاط الحمل سببه الرعب الذي يصيب المرأة إذا رأت ذلك النوع المخيف من الحيات .
ذكر هذا القول القاضي عياض ، ولكنه رجح القول الأول ، فقال :
" وذلك بالروع منه ، أو بخاصته كما تقدم ، وهو أظهر ، إذ يشركه غيره في الروع " انتهى من " إكمال المعلم " (7/168-169)
وذكره النووي رحمه الله "شرح مسلم" (14/230) ، وصاحب "عون المعبود" (14/111) ، وغيرهم من الشراح ، بل ظاهر كلام الإمام النووي ترجيح هذا التفسير لسقوط الحبل ، أما إذهاب البصر فرجح القول الأول .
ولكن رد بعض العلماء هذا القول فقالوا :
" لا يلتفت إلى قول من قال : إن ذلك بالترويع ؛ لأنَّ ذلك الترويعَ ليس خاصًّا بهذين النوعين ، بل يعمُّ جميع الحيَّات ، فتذهب خصوصيَّة هذا النوع بهذا الاعتناء العظيم ، والتحذير الشديد ، ثمَّ إن صحَّ هذا في طرح الحبل ، فلا يصحُّ في ذهاب البصر ، فإنَّ الروع لا يذهبه " انتهى من كلام أبي العباس القرطبي في " المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم " (5/533-534) .


فتبين بما سبق أن العلماء اختلفوا في تفسير الحديث ، 

إذ يحتمل أن سبب أذية هذا النوع من الحيات هو اللسع والنهش الذي يرافقه سم شديد يؤثر في البصر وفي الحمل ، كما يحتمل أن هذا النوع من الحيات يلحق الأذى بالبصر وبالجنين عن بُعد بمجرد النظر إليه ، وذلك ليس ببعيد ولا يستحيل ، كما يقع ذلك من العائن .
كما يحتمل أن سبب إسقاط الحمل هو الرعب الذي يصيب المرأة الحامل بسبب منظر الحية المخيف .
فالله أعلم بما هو الصواب من ذلك ، وأحوال المخلوقات لا يحيط بها إلا خالقها ،
 والعلم يكتشف كل يوم شيئا جديدا من أمور الكون وأحوال الخلق .

والله أعلم .







وكذلك وجدنا


عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما، أنَّه سَمِعَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ علَى المِنْبَرِ يقولُ:

( اقْتُلُوا الحَيّاتِ، واقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبْتَرَ، فإنَّهُما يَطْمِسانِ البَصَرَ، ويَسْتَسْقِطانِ الحَبَلَ.)

 قالَ عبدُ اللَّهِ: فَبَيْنا أنا أُطارِدُ حَيَّةً لأقْتُلَها، فَنادانِي أبو لُبابَةَ: لا تَقْتُلْها، فَقُلتُ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "قدْ أمَرَ بقَتْلِ الحَيّاتِ"قالَ:" إنَّه نَهَى بَعْدَ ذلكَ عن ذَواتِ البُيُوتِ"، وهي العَوامِرُ،

 وَقالَ عبدُ الرَّزّاقِ، عن مَعْمَرٍ، فَرَآنِي أبو لُبابَةَ، أوْ زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ وتابَعَهُ يُونُسُ، وابنُ عُيَيْنَةَ، وإسْحاقُ الكَلْبِيُّ، والزُّبَيْدِيُّ، وقالَ صالِحٌ، وابنُ أبِي حَفْصَةَ، وابنُ مُجَمِّعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَآنِي أبو لُبابَةَ، وزَيْدُ بنُ الخَطَّابِ.

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3297 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [وقوله: وقال عبد الرزاق... معلق]




وكذلك وجدنا

(اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ، فإنَّه يَلْتَمِسُ البَصَرَ، ويُصِيبُ الحَبَلَ.)

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 3308 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]



وكذلك وجدنا


سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ

"يَأْمُرُ بقَتْلِ الكِلَابِ يقولُ: اقْتُلُوا الحَيَّاتِ وَالْكِلَابَ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأبْتَرَ، فإنَّهُما يَلْتَمِسَانِ البَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الحَبَالَى." 

قالَ الزُّهْرِيُّ: وَنُرَى ذلكَ مِن سُمَّيْهِمَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 قالَ سَالِمٌ: قالَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: فَلَبِثْتُ لا أَتْرُكُ حَيَّةً أَرَاهَا إلَّا قَتَلْتُهَا، فَبيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً يَوْمًا، مِن ذَوَاتِ البُيُوتِ، مَرَّ بي زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ، أَوْ أَبُو لُبَابَةَ، وَأَنَا أُطَارِدُهَا، فَقالَ: مَهْلًا، يا عَبْدَ اللهِ 

فَقُلتُ:" إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بقَتْلِهِنَّ،" قالَ:" إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ نَهَى عن ذَوَاتِ البُيُوتِ."

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلمالصفحة أو الرقم: 2233 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


وكذلك وجدنا


(اقْتُلُوا الحَيّاتِ ولَمْ يَقُلْ ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبْتَرَ.)

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلمالصفحة أو الرقم: 2233 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]




- وأثر ابن عباس 

أورده موقع الدرر السنية 

في غريب الحديث

[الكِلاب من الجِنّ فإن غَشِيَتْكم عند طَعامِكم فألْقُوا لَهُنّ فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً وأعْيُنا]
المصدر: الدرر السنية






وكذلك وجدنا

الجن مختلفون من حيث أصل خلقتهم التي خلقهم الله عليها، فصنف منهم يشبهون الحيات والكلاب وبقية الحيوانات، وصنف يطير في الهواء، وثالث يقيم ويرتحل 
المصدر: الدرر السنية



وكذلك وجدنا سؤال



ورد في الحديث أن الكلب الأسود شيطان. فهل مساعدة كلب أسود بإطعامه أو سقيه يُعتبر مساعدة للشيطان؟

وكان من ضمن الإجابة




جاء في الحديث عن جابر رضي الله عنه قال :أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ، ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا، 
وَقَالَ: (عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ
رواه مسلم (1572) .


قال النووي رحمه الله :
"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْأَسْوَدِ الْبَهِيم ذِي النُّقْطَتَيْنِ) مَعْنَى الْبَهِيم الْخَالِص السَّوَاد ، وَأَمَّا النُّقْطَتَانِ فُهِّمَا نُقْطَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ بَيْضَاوَانِ فَوْق عَيْنَيْهِ وَهَذَا مُشَاهَد مَعْرُوف" انتهى .

وهذا الحديث يدل على أن الكلب الأسود شيطان ، وأنه يُقتل .
وليس معنى وصفه بأنه شيطان أنه من الجن ، ولكن المعنى : أن هذا الكلب يشابه الشيطان في بعض صفاته ، كما يقول الناس في وصف من عُرف بالشر والفساد : إنه شيطان .

قال ابن عبد البر رحمه الله 
: " وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى قَتْلِ الْأَسْوَدِ مِنْهَا بِأَنَّهُ شَيْطَانٌ عَلَى مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ فَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمَّى مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الشَّرُّ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ شَيْطَانًا بِقَوْلِهِ (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ )-الأنعام/112-وَلَمْ يَجِبْ بِذَلِكَ قَتْلُهُ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة)-حسنه الألباني- وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَسْخًا مِنِ الْجِنِّ وَلَا أَنَّ الْحَمَامَةَ مُسِخَتْ مِنِ الْجِنِّ وَلَا أَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ قَتْلُهُ " انتهى ، من "التمهيد" (14/234) .

وقال أبو بكر ابن العربي المالكي : " .. شيطان : أي: بعيدٌ من الخير والمنافع، قريب من الضّرر والأذى، وهذا شأن الشَّيطان أنّ يتعدّى الخير." انتهى من "المسالك شرح الموطأ" (7/528) .
وجاء في " مرقاة المفاتيح " (7/2261) " قَالَ الْقَاضِي أَبُو لَيْلَى : فَإِنْ قِيلَ : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ : ( إِنَّهُ شَيْطَانٌ ) وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنْ كَلْبٍ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْإِبِلِ : (إِنَّهَا جِنٌّ) وَهُوَ مَوْلُودَةٌ مِنَ النُّوقِ ؟ فَالْجَوَابُ : أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ التَّشْبِيهِ لَهُمَا بِالشَّيْطَانِ وَالْجِنِّ ، لِأَنَّ الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ شَرُّ الْكِلَابِ وَأَقَلُّهَا نَفْعاً ، وَالْإِبِلُ شِبْهُ الْجِنِّ فِي صُعُوبَتِهَا وَصَيالتِهَا " انتهى .

وقرر نحوا من ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "شرح العمدة" ، قال : (1/331) :
" أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى أنها من الشياطين ؛ يريد والله أعلم : أنها من جنس الشياطين ونوعهم ؛ فإن كل عات متمرد شيطان ، من أي الدواب كان ، كالكلب الأسود شيطان، والإبل شياطين الأنعام ، كما للإنس شياطين ، وللجن شياطين ، ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أركبوه برذونا ، فجعل يهملج به ، فقال : ( إنما أركبوني شيطانا ) .." انتهى.

وذكر نحوا منه : ابن القيم في "إعلام الموقعين" (2/107) .

وينظر أيضا للفائدة : "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (208) .



وذهب بعض أهل العلم إلى حمل الحديث على ظاهره ، وأن الجن تتصور بصورة الكلب الأسود كثيرا .

قال أبو العباس القرطبي رحمه الله : " حمله بعض العلماء على ظاهره ، وقال : إن الشياطين تتصور بصور الكلاب السود ، ولأجل ذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اقتلوا منها كل أسود بهيم ) انتهى، من "المفهم" (5/38ـ الشاملة) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد تنازع العلماء في شيطان الجن اذا مر بين يدى المصلي هل يقطع على قولين
هما قولان في مذهب أحمد كما ذكرهما ابن حامد وغيره

أحدهما يقطع لهذا الحديث ولقوله لما أخبر ان مرور الكلب الأسود يقطع للصلاة

 الكلب الأسود شيطان فعلل بأنه شيطان وهو كما قال رسول الله فان الكلب الأسود شيطان الكلاب

 والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود 

لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة ..." انتهى، 

من "مجموع الفتاوى" (19/52) ، وينظر: "مجموع الفتاوى" (21/14) ، (35/113) ،

وعليه فمن أطعم هذا الكلب الأسود أو سقاه فليس بمحسن للشيطان الرجيم الذي هو من الجن .

ومع هذا فينبغي قتل هذه الكلاب إن تيسر ذلك إنفاذاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم .


   وعن الأكل  بحضرة الخدم 

وجدنا




ندب الشرع إلى الإحسان إلى المملوك والخادم ، بأن يشركه صاحب البيت في طعامه ، وشرابه ، خاصة إذا كان هذا الخادم هو من يصنع ذلك الطعام ، أو ينقله إلى السيد ، فتقع عينه عليه .
روى البخاري (5460) ومسلم (1663) عن أبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلاَجَهُ )

قال النووي رحمه الله :

" فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَالْمُوَاسَاةِ فِي الطَّعَامِ ، لَا سِيَّمَا فِي حَقِّ مَنْ صَنَعَهُ أَوْ حَمَلَهُ ، لِأَنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ ، وَتَعَلَّقَتْ بِهِ نَفْسُهُ وَشَمَّ رَائِحَتَهُ ، وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ " انتهى .

وقال الحافظ رحمه الله :

" وَلَيْسَ فِي الْأَمْرِ فِي قَوْلِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ 

( أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَطْعَمُونَ *


إِلْزَامٌ بِمُؤَاكَلَةِ الْخَادِمِ ، بَلْ فِيهِ أَنْ لَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ ، بَلْ يُشْرِكَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ لَكِنْ بِحَسَبِ مَا يَدْفَعُ بِهِ شَرّ عينه ، 

وَقد نقل ابن الْمُنْذِرِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْوَاجِبَ إِطْعَامُ الْخَادِمِ مِنْ غَالِبِ الْقُوتِ الَّذِي يَأْكُلُ مِنْهُ مِثْلَهُ فِي تِلْكَ الْبَلَدِ ،

 وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي الْأُدْمِ وَالْكِسْوَةِ وَأَنَّ لِلسَّيِّدِ أَنْ يَسْتَأْثِرَ بِالنَّفِيسِ مِنْ ذَلِكَ ،

وَإِنْ كَانَ الْأَفْضَلُ أَنْ يُشْرِكَ مَعَهُ الْخَادِمَ فِي ذَلِكَ ، 
وَاللَّهُ أَعْلَمُ 
انتهى .






- وحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم"  كان يستعيذ بالله من كل عين لامة"

جاء



عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ

 "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ "

(أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ) رواه البخاري( أحاديث الأنبياء/3120) 

 ومعنى الَّلامة : قال الخطابي : المراد به كلُّ داء وآفة تُلمُّ بالإنسان من جنون وخبل**






وكذلك وجدنا
...

ثانياً : إن العين تكون من العائن الحاسد على الأكثر .

يقول ابن القيم :

وكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً … ثم قال :

وأصله إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ، وقد يعين الرجل نفسه ، وقد يعين بغير إرادته ، بل بطبعه ، وهذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني ، وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : عن من عرف بذلك حبسه الإمام ، وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت ، وهذا هو الصواب قطعا .. " زاد المعاد " ( 4 / 167 ) .

فعليه جاء في الحديث : " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ". رواه البخاري ( 3191 ) من حديث ابن عباس .

ومعنى الهامَّة : الحيوانات والحشرات السامة القاتلة .

ومنى لامَّة : التي تصيب بالحسد .

ثالثاً : إن الراجح أن العين كما أنها تكون من العائن الحاسد فقد تكون من غير الحاسد بمجرد الإعجاب وذلك لحديث " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " . رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 168 ) والحاكم ( 4 / 216 ) وصححه الألباني في " الكلم الطيب " ( 243 ) .

فهذا الحديث يبين أن الرجل قد يصيب نفسه أو ماله - ولا أحد يحسد نفسه - فيصيب نفسه بالعين لإعجابه بنفسه



-   ( ان العين لتولج الرجل القبر والجمل القدر )



وجدنا حديث 

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(العين تدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر .)

رواه أبو نعيم في الحلية وابن عدي في الكامل بإسناد حسنه الألباني في الصحيحة 1249.



(الْعَيْنُ حَقٌّ ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ ) . رواه مسلم (2188) . ***

المصدر: الإسلام سؤال وجواب











*


(أَطعِموهم مما تأكلون ، و اكسُوهم مما تكتَسونَ )

الراوي : كعب بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفردالصفحة أو الرقم: 566 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وكذلك 

(يَا عَمِّ لو أنَّكَ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلَامِكَ، وَأَعْطَيْتَهُ معافِرِيَّكَ، وَأَخَذْتَ معافِرِيَّهُ وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدَتَكَ، فَكَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ وَعليه حُلَّةٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، يا ابْنَ أَخِي بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هذا، وَأَشَارَ إلى مَنَاطِ قَلْبِهِ، رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يقولُ: أَطْعِمُوهُمْ ممَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ ممَّا تَلْبَسُونَ وَكانَ أَنْ أَعْطَيْتُهُ مِن مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِن أَنْ يَأْخُذَ مِن حَسَنَاتي يَومَ القِيَامَةِ.)

الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلمالصفحة أو الرقم: 3007 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]




**

وكذلك وجدنا

 لا بأس أن يرقي المسلم نفسه فذ
لك مباح له بل هو سنة حسنة فقد رقى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ، ورقى بعض أصحابه أنفسهم .

عن عائشة رضي الله عنها :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات
 وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها "
. رواه البخاري ( 4728 ) ومسلم ( 2192 ) .



وروى الترمذي (2059) عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت :

(يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ

وصححه ابن عبد البر في "الاستذكار" (7/409) ،
وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1252) .

وليس في هذا الحديث ما يدل على معارضة العين لقدر الله عز وجل ، بل هي من القدر ، وكل ما يصيب الناس من مصائب وابتلاءات إنما هي من أقدار الله ، ولكن الحديث جرى مجرى المبالغة في إثبات أثر العين ، كي يندفع ما في قلوب بعض الناس من الشك في تأثير العين على الإنسان ، ففي هذا الحديث إثبات أثر العين ، وتأكيد ذلك بأسلوب المبالغة في سرعة التأثير وقوته ، وفيه أيضا إثبات أن العين من قدر الله .

...

قال النووي رحمه الله :

"(ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) فيه إثبات القدر ، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة ،

ومعناه أن 

الأشياء كلها 

بقدر الله تعالى ، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى ، وسبق بها علمه ، 

فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى

انتهى ."شرح مسلم" (14/174) .


هناك تعليقان (2):

  1. الاستدلال بالنصوص الصحيحة الصريحة المسلمة والقطوعة في اصابة الانسان انسانا آخر بالعين لا يجمل ان تحشر ضمن اثبات دليل لاصابة الحيوان الانسان بالعين وكلما قيل في الموضوع يبقى مجرد احتمالات وظنون لا ترقى الى مرتبة ال

    ردحذف
    الردود
    1. نص السؤال الوارد تضمن أحاديث ( إصابة الإنسان إنسانًا آخر بالعين...) فوجب توضيح جميع الفقرات والله أعلم والله المستعان .

      حذف