الجمعة، يوليو 15، 2022

سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقيل : يا رسول الله أينام أهل الجنة ؟...


 وردنا سؤال عن (ضمن مقطع فيديو)


 سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقيل : يا رسول الله أينام أهل الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (لا ينامون لأن النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون ولا يموتون والجنة ليس فيها  مرض ولا هرم، ولا هموم ولا غموم ولا أحزان، ولا بول ولا غائط ولا روائح كريهة، وليس للنساء حيض ولا نفاس، ولا غل ولا حقد ولا حسد. إذ ينـزع الغل من صدور المؤمنين قبل أن يدخلوا الجنة، يوقفون على قنطرة بعد أن يتجاوزوا الصراط، ويقتصون فيما بينهم المظالم التي كانت بينهم في الدنيا ، ثم ينـزع الغل من صدورهم، فيدخلون الجنة بفضل الله على غاية الصفاء، قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [سورة الحجر: الآية 47].


فقال رجل: يا رسول الله هل في الجنة من ليل؟ قال صلى الله عليه وسلم (وما هيجك على هذا) قال سمعت الله تعالى يذكر في الكتاب:
"وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا"  فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ليس هناك ليل إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتأتيهم طرف الهدايا من الله تعالى لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة)
 أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

....................................خلاصة البحث...................................




* الجزء الأول من السؤال وجدنا 

السؤال


يقول الله عز وجل عن أَصْحَابُ الْجَنَّةِ (يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا)، وعندما قرأت التفسير وجدت معنى (مقيلا) هو القيلولة بعد الظهر ولكن معظم الدعاة يقولون: لا يوجد في الجنة نوم، أرجو أن تفيدوني في هذه المسألة وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء على كل حال.

ملخص الجواب

أهل الجنة لا ينامون، على ما جاءت به الآثار، وأن المراد بالآية الواردة في السؤال: أنهم لا ينقضي نصف النهار عليهم، وهو وقت القيلولة، إلا وقد أخذوا أماكنهم، ونزلوا منازلهم في الجنة، وهو وقت القيلولة في الدنيا، ومنازلهم في الجنة: هي المكان الذي يقيلون فيه، لو كانت لهم قيلولة.

الجواب




الحمد لله.

أولًا:
هل ينام أهل الجنة؟

ذكر غير واحد من أهل العلم أن أهل الجنة لا ينامون.

وقد جاء في حديث جابر بن عبد الله، وعبد الله ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة".

أورد الشيخ ناصر الدين الألباني هذا الحديث في "سلسلة الأحاديث الصحيحة": (3/ 74) ورقمه: (1087)، وقد ذكر هناك أنه أخرجه كثير من كتب الحديث منها الكامل لابن عدي، والحلية لأبي نعيم، تاريخ أصبهان له، وقد جمع الشيخ ناصر طرق الحديث، وختم الكلام على الحديث قائلًا: "وبالجملة فالحديث صحيح من بعض طرقه عن جابر".

وانظر: "الجنة والنار" للأشقر: (222)، وعقد "ابن القيم" بابًا في "حادي الأرواح" (395): " في امتناع النوم على أهل الجنة".

قال ابن كثير: "أهل الجنة لا يموتون فيها لكمال حياتهم، بل كل ما لهم في ازدياد، من قوة الشباب، ونضرة الوجوه، وحسن الهيئة، وطيب العيش ولهذا جاء في بعض الأحاديث أنهم لا ينامون، لئلا يشتغلوا به عن الملاذ والمسرات والعيش الهنيء الطيب، ولئلا يشتغل بالنوم عن ألذ ما في الجنة: من ذكر الرب، وحمده، والثناء عليه، سبحانه لا نحصي ثناء عليه، نسأل الله الدرجات العلا من الجنة." انتهى من "البداية والنهاية" (20/ 353).

ثانيًا:
تفسير قوله تعالى  (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا )

أمَّا قوله تعالى:( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ) الفرقان/24، فللعلماء في تأويله وجهان:

الوجه الأول: أن يكون المقيل من القائلة، وهي نوم نصف النهار.

ويكون المقصود من الآية: أنَّ الحساب ينتهي في نصف النهار، وهو: وقت القيلولة، فيذهب أهل الجنة إلى بيوتهم في الجنة وقت القيلولة التي كانوا يعرفونها في الدنيا.

والمقصود "أن أهل الجنة لا يمر بهم في القيامة إلا قدر ميقات النهار من أوله إلى وقت القيلولة حتى يسكنوا مساكنهم في الجنة."

قال مكي: "والمقيل المقام في وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار، والتقدير: وأحسن قرارًا في أوقات القائلة في الدنيا، وليس في الجنة قائلة، ولكن خوطبوا على ما يعقلون.

فالمستقر لهم: تحت ظل العرش، والمقيل لهم: في الجنة، ويراد بالمقيل المقام، إذ ليس في الجنة يوم للقائلة.

وقد روي أن أهل الجنة لا يمر بهم في الآخرة إلا قدر ميقات النهار، من أوله إلى وقت القائلة، حتى يسكنوا في الجنة مساكنهم، فذلك معنى قوله تعالىوَأَحْسَنُ مَقِيلاً." انتهى من "الهداية" (8/ 5203).

انظر: "تفسير الطبري" (17/ 433)، "تفسير الثعلبي" (19/ 390).

قال ابن كثير: " وَقَوْلُهُ:" أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا "أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ "لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ " الْحَشْرِ/20؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَصِيرُونَ إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعَالِيَاتِ، وَالْغُرُفَاتِ الْآمِنَاتِ، فَهُمْ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، حَسَنِ الْمَنْظَرِ، طَيِّبِ الْمَقَامِ، "خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا الْفَرْقَانِ"/76.

وَأَهْلُ النَّارِ يَصِيرُونَ إِلَى الدَّرَكَاتِ السَّافِلَاتِ، وَالْحَسَرَاتِ الْمُتَتَابِعَاتِ، وَأَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَالْعُقُوبَاتِ، "إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا " الْفَرْقَانِ/66، أَيْ: بِئْسَ الْمَنْزِلُ مَنْظَرًا، وَبِئْسَ الْمَقِيلُ مقَامًا؛ وَلِهَذَا قَالَ:" أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا "أَيْ: بِمَا عَمِلُوهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الْمُتَقَبَّلَةِ، نَالُوا مَا نَالُوا، وَصَارُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ، بِخِلَافِ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ عَمَلٌ وَاحِدٌ يَقْتَضِي لَهُمْ دُخُولَ الْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، فَنَبَّه - تَعَالَى - بِحَالِ السُّعَدَاءِ عَلَى حَالِ الْأَشْقِيَاءِ، وَأَنَّهُ لَا خَيْرَ عِنْدَهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ، فَقَالَ: "أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا".

قَالَ الضَّحَّاكُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا هِيَ ضَحْوَةٌ، فَيَقِيلُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَلَى الْأَسِرَّةِ مَعَ الْحَورِ الْعَيْنِ، ويَقيل أَعْدَاءُ اللَّهِ مَعَ الشَّيَاطِينِ مُقْرَّنِينَ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: يَفْرَغُ اللَّهُ مِنَ الْحِسَابِ نِصْفَ النَّهَارِ، فَيَقِيلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا."

... وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: "أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا "أَيْ: مَأْوًى وَمَنْزِلًا"، انتهى، "تفسير ابن كثير" (6/ 104 - 105)، بتصرف.

وقال الواحدي في تفسيره: "قال الأزهري: والقيلولة عند العرب: الاستراحة نصف النهار إذا اشتدَّ الحرُّ، وإن لم يكن مع ذلك نوم.

والدليل على ذلك: أن الجنة لا نوم فيها." انتهى.

انظر: "التفسير البسيط" (16/ 464 - 465)، و"تهذيب اللغة" (9/ 306).

وقد سئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي:

أهل الجنة لا ينامون، فكيف الجمع بين هذا وبين قول الله تعالى:" أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا "الفرقان/24؟

فأجاب: لا يلزم من القيلولة النوم." انتهى من "شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث - الشاملة".

والوجه الثاني: أنَّ المقيل مأخوذ من مكان القيلولة؛ وهو: المأوى والمنزل.

وهذا الوجه لا تعارض بينه وبين الحديث كما هو واضح، فمعناه: أن "أصحاب الجنة يؤمئذ خير مستقرا"، وأحسن مأوى ومنزلاً.

قال الزمخشري، رحمه الله، في "الكشاف":

"والمقيل: المكان الذي يأوون إليه للاسترواح إلى أزواجهم، والتمتع بمغازلتهنّ وملامستهنّ، كما أنّ المترفين في الدنيا يعيشون على ذلك الترتيب.

وروي: أنه يفرغ من الحساب في نصف ذلك اليوم، فيقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار. وفي معناه قوله عز وعلا: (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) [يس: 55 - 56]، قيل في تفسير الشغل: افتضاض الأبكار، ولا نوم في الجنة.

وإنما سمي مكان دعتهم واسترواحهم إلى الحور مقيلًا على طريق التشبيه.

وفي لفظ الأحسن: رمز إلى ما يتزين به مقيلهم. من حسن الوجوه، وملاحة الصور، إلى غير ذلك من التحاسين والزين".

انظر: الكشاف، مع حاشيته "فتوح الغيب" (11/ 215 - 217).

وقال الأمين الشنقيطي، رحمه الله: "هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلَى انْقِضَاءِ الْحِسَابِ فِي نِصْفِ نَهَارٍ، لِأَنَّ الْمَقِيلَ لِلْقَيْلُولَةِ، أَوْ مَكَانِهَا، وَهِيَ الِاسْتِرَاحَةُ نِصْفَ النَّهَارِ فِي الْحَرِّ.

وَمِمَّنْ قَالَ بِانْقِضَاءِ الْحِسَابِ فِي نِصْفِ نَهَارٍ: ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَعِكْرِمَةُ وَابْنُ جُبَيْرٍ، لِدَلَالَةِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى ذَلِكَ، كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَغَيْرُهُ.

... وَالظَّاهِرُ فِي الْجَوَابِ: أَنْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَطُولُ عَلَى الْكُفَّارِ، وَيَقْصُرُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.

... وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ السُّرُورَ يَقْصُرُ بِهِ الزَّمَنُ، وَالْكُرُوبَ وَالْهُمُومَ سَبَبٌ لِطُولِهِ.

... وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ فَسَّرَ الْمَقِيلَ بِأَنَّهُ الْمَأْوَى وَالْمَنْزِلُ، كَقَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ فَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ أَصْلًا، لِأَنَّ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا الْقَوْلِ: " أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًا "، وَأَحْسَنُ مَأْوًى وَمَنْزِلًا، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى "، انتهى من "دفع إيهام الاضطراب" (172 - 173)، بتصرف.

والحاصل:

أن أهل الجنة لا ينامون، على ما جاءت به الآثار، وأن المراد بالآية الواردة في السؤال: أنهم لا ينقضي نصف النهار عليهم، وهو وقت القيلولة، إلا وقد أخذوا أماكنهم، ونزلوا منازلهم في الجنة، وهو وقت القيلولة في الدنيا، ومنازلهم في الجنة: هي المكان الذي يقيلون فيه، لو كانت لهم قيلولة.

والله أعلم.

وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (324680) ورقم (286461)




وكذلك وجدنا





( النومُ أخو الموتِ ، ولا يموتُ أهلُ الجنَّةِ )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 6808 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (4745)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (1554). 


مُتعَةُ النَّومِ لا تكونُ إلَّا لِمَن يَحتاجُ إليه من تَعَبٍ أو مَرَضٍ؛ فالنَّومُ يَحتاجُه البَشَرُ لضَعْفِ أجْسادِهم، وحاجَتِهم إلى النَّومِ، وهذا في الدُّنيا، وأمَّا في الجَنَّةِ فتَكتَمِلُ سَعادَتُهم، ففيها النَّعيمُ الكامِلُ، فليس فيها نَومٌ ولا مَوتٌ، ولا مَرضٌ، ولا هَرَمٌ، ولا هُمومٌ، ولا غُمومٌ، ولا أحْزانٌ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن هذه الحقيقةِ عن أهلِ الجَنَّةِ، وأنَّهم لا يَنامونَ، فيقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "النَّومُ أخو المَوتِ" وهذا لانقِطاعِ العَمَلِ فيهما، فالنَّومُ شَبيهٌ بالمَوتِ؛ لأنَّهما لا تكليفَ فيهما، ولاشْتِراكِهما في انقطاعِ تَعلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ، "ولا يَموتُ أهلُ الجَنَّةِ"، أي: أنَّ أهلَ الجَنَّةِ لم يُكتَبْ عليهم المَوتُ؛ ولأنَّ النَّومَ أخو المَوتِ، فكذلك لم يُكتَبْ عليهم النَّومُ.
وفي الحديثِ: بيانُ النَّعيمِ الدَّائِمِ الذي يكونُ فيه أهلُ الجَنَّةِ( ).



وكذلك وجدنا


( النومُ أخو الموتِ ولا يموتُ أهلُ الجنةِ )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة
الصفحة أو الرقم : 424 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (4745)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (1554). |  شرح حديث مشابه



وكذلك وجدنا


( أيَنامُ أهلُ الجنةِ ؟ قال : النومُ أخو الموتِ، ولا يموتُ أهلُ الجنةِ )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البيهقي | المصدر : الآداب
الصفحة أو الرقم : 444 | خلاصة حكم المحدث : غريب بهذا الإسناد
الصفحة أو الرقم : 444 | خلاصة حكم المحدث : غريب بهذا الإسناد |  شرح حديث مشابه


وكذلك وجدنا


( قالَ رجلٌ يا رسولَ اللَّهِ أينامُ أَهلُ الجنَّةِ قالَ النَّومُ أخو الموتِ ولا يموتُ أَهلُ الجنَّةِ )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية

الصفحة أو الرقم : 2/931 | خلاصة حكم المحدث : إسناده أصلح من[رواية عبد الله بن المغيرة عن سفيان عن ابن المنكدر عن جابر] | شرح حديث مشابه



وكذلك وجدنا


( سأل رجلٌ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - : أينامُ أهلُ الجنةَ ؟ ! قال : النومُ أخو الموتِ، ولا يموتُ أهلُ الجنةِ . )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم : 5579 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف لكن له طرق بعضها صحيح
التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/301) مختصراً، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (919)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (6/365)



وكذلك وجدنا

( قال رجلٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أينَامُ أهلُ الجنَّةِ ؟ فقال : النومُ أخُو الموتِ ولا يموتُ أهلُ الجنَّةِ )

الراوي : محمد بن المنكدر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 3/77 | خلاصة حكم المحدث : مرسل



وكذلك وجدنا

( قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ أينامُ أهلُ الجنَّةِ؟ قال: لا النَّومُ أخو الموتِ وأهلُ الجنَّةِ لا يموتونَ ولا ينامونَ )

الراوي : جابر | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور
الصفحة أو الرقم : 13/291 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه


وكذلك وجدنا


( قيلَ يا رسولَ اللهِ أينامُ أهلُ الجنةِ قال لا النومُ أخو الموتِ وأهلُ الجنةِ لا يموتونَ ولا ينامونَ )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : محمد بن محمد الغزي | المصدر : إتقان ما يحسن
الصفحة أو الرقم : 2/673 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/301)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (919) مختصراً، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (4/218، 6/365) مفرقاً | شرح حديث مشابه


وكذلك وجدنا


( قيلَ يا رسولَ اللَّهِ أينامُ أهلُ الجنَّةِ ؟ قال لا ، النَّومُ أخو الموتِ ، وأهلُ الجنَّةِ لا يموتونَ ، ولا ينامونَ )

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : العجلوني | المصدر : كشف الخفاء
الصفحة أو الرقم : 2/438 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/301)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (919) مختصراً، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (4/218، 6/365) مفرقاً | شرح حديث مشابه





* الجزء الثاني من السؤال 

 تم توجيهه

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته. ما صحة؟ يا رسول الله، هل في الجنة من ليل؟ قال: (وما يهيجك على هذاوجزاكم الله خيراً

والإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. رواه الحكيم الترمذي في" النوادر" وإسناده ضعيف. 

وقد قال شيخ الإسلام #إبن_تيمية رحمه الله:

" والجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قِبل العرش".

أجاب أ د / بندر العبدلي أستاذ الحديث بجامعة القصيم.




وكذلك وجدنا


السؤال

قلتم في الفتوى : (205107 ) إن اليوم في الجنة ليس كأيام الدنيا ، لكن نريد تفصيل أكثر، فقد وردت آثار عن السلف أن اليوم في جهنم بألف سنة ، فهل كذلك اليوم في الجنة طويل؟ وإذا لم يكن كذلك فكيف نوفق بين الآثار والأحاديث التي تقول : إن الرجل في الجنة يأكل أو يتنعم مع زوجته 40 سنة أو 70 أو حتى 80 أو لعشرات السنين ، وبين زيارتهم لله كل جمعة ، فهل هناك أيام للجمعة تنقضي في الملذات ولا تحصل فيها زيارة لربهم ؟


الجواب


الحمد لله.

ليس في الجنة ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر، 

وهم في نور أبدا، إنما يعرفون مقدار الليل من النهار بإرخاء الحجب ، وإغلاق الأبواب , 

ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب، وفتح الأبواب.

وما جاء من ذكر البكرة والعشية والجمعة ونحوها، فالمراد : قدر وقتها من الدنيا.

قال الله تعالى: ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) مريم/62 .

قال القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) : أي لهم ما يشتهون من المطاعم والمشارب ، بكرة وعشيا ؛ أي في قدر هذين الوقتين ، إذ لا بكرة ثم ، ولا عشي .

كقوله تعالى: (غدوها شهر ورواحها شهر) : أي قدر شهر، قال معناه ابن عباس وابن جريج وغيرهما...

وقال العلماء: ليس في الجنة ليل ولا نهار ، وإنما هم في نور أبدا، إنما يعرفون مقدار الليل من النهار ، بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب ، وفتح الأبواب. ذكره أبو الفرج الجوزي والمهدوي وغيرهما" انتهى من "تفسير القرطبي" (11/ 126).

وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله : " وقوله في هذه الآية الكريمة: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا)، فيه سؤال معروف، وهو أن يقال: ما وجه ذكر البكرة والعشي، مع أن الجنة ضياء دائم ، ولا ليل فيها ؟

وللعلماء عن هذا السؤال أجوبة:

الأول: أن المراد بالبكرة والعشي: قدر ذلك من الزمن، كقوله: غدوها شهر ورواحها شهر، أي: قدر شهر، وروي معنى هذا عن ابن عباس، وابن جريج وغيرهما.

الجواب الثاني: أن العرب كانت في زمنها ترى أن من وجد غداء وعشاء ، فذلك الناعم، فنزلت الآية مرغبة لهم ، وإن كان في الجنة أكثر من ذلك، ويروى هذا عن قتادة، والحسن، ويحيى بن أبي كثير.

الجواب الثالث: أن العرب تعبر عن الدوام بالبكرة والعشي، والمساء والصباح، كما يقول الرجل: أنا عند فلان صباحا ومساء، وبكرة وعشيا، يريد الديمومة ، ولا يقصد الوقتين المعلومين.

الجواب الرابع: أن تكون البكرة هي الوقت الذي قبل اشتغالهم بلذاتهم، والعشي: هو الوقت الذي بعد فراغهم من لذاتهم ; لأنه يتخللها فترات انتقال من حال إلى حال، وهذا يرجع معناه إلى الجواب الأول..." انتهى من "أضواء البيان" (3/ 470).

ثانيا:

رؤية المؤمنين لربهم تعالى يوم الجمعة، جاء فيها ما روى مسلم (2833) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ ، وَقَدِ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ، وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا).

قال النووي رحمه الله: " ومعنى يأتونها كل جمعة : أي في مقدار كل جمعة ، أي أسبوع ، وليس هناك حقيقة أسبوع ، لفقد الشمس والليل والنهار" انتهى من "شرح مسلم" (17/ 170).

وقال الملا علي القاري بعد نقل كلام النووي: " قلت: وإنما يعرف وقت الليل والنهار بإرخاء أستار الأنوار ورفعها ، على ما ورد في بعض الأخبار، فبهذا يعرف يوم الجمعة وأيام الأعياد، وما يترتب عليهما من الزيارة والرؤية ، وسائر الإمداد والإسعاد" انتهى من "مرقاة المفاتيح" (9/ 3580).

وقال ابن علان: " (يأتونها كل جمعة) أي: في قدر ذلك: وهل المراد قدر جمعة من جمع الدنيا، أو من جمع الآخرة؟

الأول أبلغ في الإِكرام، ثم رأيت المصنف قال أي: في مقدار كل جمعة أي: أسبوع ، لفقد الشمس والليل والنهار اهـ. وهو موافق لما ذكرته" انتهى من "دليل الفالحين شرح رياض الصالحين" (8/ 470).

ثالثا:

ما جاء في أن الرجل يتكئ المتكأ أربعين سنة ، أو سبعين سنة ، لا يتحول عنه = لم نقف عليه من وجه صحيح .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (7/ 431) : " وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو اليمان، حدثنا صفوان بن عمرو؛ أنه سمع الهيثم بن مالك الطائي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه".

وحدثنا أبي، حدثنا هدبة بن خالد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: بلغنا أن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة، عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم، فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك، فيقلن: قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا" انتهى.

وهذا ضعيف مرسل .

ينظر : "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (8/237) ، "المطالب العالية" ، لابن حجر ، وتعليق المحققين (18/661-662) .

وعلى فرض الصحة : فهو من الغيب، وأمور الآخرة لا تقاس على الدنيا، فقد يراد بالسنين مثل سنين الدنيا ، ويكون اليوم أو الأسبوع في الجنة أطول وأعظم، كما يفهم من كلام الملا علي القاري، وقد يكون غير ذلك.

وننصحك بالإقبال على تعلم العلم النافع، وعدم الانشغال بما لا عمل تحته.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك الجنة.

والله وأعلم.




وكذلك وجدنا

السؤال

ما هو المقصود من الزمان في الشرع ؟ وهل الزمان مخلوق من المخلوقات؟ وهل يوجد مكان لا تجد فيها الزمان؟ وهل يوجد الزمان في الجنة؟ وهل يفني الزمان؟ هذه الأسئلة منذ زمان تدور في ذهني ، لما قرأت تفسير سورة العصر .


الجواب


الحمد لله.
أولا :
قال الله عز وجل :
( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
قال ابن كثير رحمه الله :
" الْعَصْرُ : الزَّمَانُ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ حَرَكَاتُ بَنِي آدَمَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَقَالَ مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ :
هُوَ الْعَشِيُّ ، وَالْمَشْهُورُ الْأَوَّلُ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 457).
وقال ابن عثيمين رحمه الله :
" (والعصر) قيل : إن المراد به آخر النهار ؛ لأن آخر النهار أفضله ، وصلاة العصر تسمى الصلاة الوسطى ، أي : الفضلى كما سماها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك .
وقيل : إن العصر هو الزمان . وهذا هو الأصح ؛ أقسم الله به لما يقع فيه من اختلاف الأحوال ، وتقلبات الأمور، ومداولة الأيام بين الناس ، وغير ذلك مما هو مشاهد في الحاضر ، ومتحدث عنه في الغائب ، فالعصر هو الزمان الذي يعيشه الخلق ، وتختلف أوقاته شدة ورخاء ، وحرباً وسلماً ، وصحة ومرضاً ، وعملاً صالحاً وعملاً سيئاً ، إلى غير ذلك مما هو معلوم للجميع . أقسم الله به على قوله: (إن الإنسان لفي خسر) " انتهى من "تفسير العثيمين" (ص 307) بترقيم الشاملة.

فالمقصود بالزمان هو المقدار الذي تقع فيه أعمال الناس ، وحركاتهم ، وجملة ذلك : هو عمرهم في هذه الحياة الدنيا .

ثانيا :
هذا الزمان هو من مخلوقات الله ؛ لأن الله تعالى خالق كل شيء ، فهو خالق الزمان وخالق المكان .
روى البخاري (4826) ، ومسلم (2246) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ ( بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ الزَّمَانُ ، فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَالزَّمَانُ هُوَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ؛ فَدَلَّ نَفْسُ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ هُوَ يُقَلِّبُ الزَّمَانَ وَيُصَرِّفُهُ ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) ... وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِخَلْقِهِ الزَّمَانَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ كَقَوْلِهِ: (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) وَقَوْلِهِ: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ... وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي تُبَيِّنُ أَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَانِ " انتهى باختصار من "مجموع الفتاوى" (2/ 491-50).
وانظر جواب السؤال رقم : (97739) ، (131066).

ثالثا :
لا يوجد في الدنيا مكان ليس فيه زمان ، بل ولا يتصور ذلك أيضا ، فالزمان والمكان متلازمان ، فالزمان هو مدة وجود هذا الخلق ، والمكان هو الحيز الذي تشغله المخلوقات حين وجودها ؛ فإذا لم تشغل حيزا ـ مكانا ـ فهذا معناه أنها : فنيت ، ولم تعد موجودة ، وكذلك إذا لم يجر عليها الزمان ؛ فهذا معناه أنها لم توجد أصلا .
قال شيخ الإسلام :
" لَا يَتَوَهَّمُ عَاقِلٌ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الزَّمَانُ ؛ فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ . وَالْحَرَكَةُ مِقْدَارُهَا مِنْ بَابِ الْأَعْرَاضِ وَالصِّفَاتِ الْقَائِمَةِ بِغَيْرِهَا : كَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ وَالسَّوَادِ وَالْبَيَاضِ . وَلَا يَقُولُ عَاقِلٌ إنَّ خَالِقَ الْعَالَمِ هُوَ مِنْ بَابِ الْأَعْرَاضِ وَالصِّفَاتِ الْمُفْتَقِرَةِ إلَى الْجَوَاهِرِ وَالْأَعْيَانِ ؛ فَإِنَّ الْأَعْرَاضَ لَا تَقُومُ بِنَفْسِهَا بَلْ هِيَ مُفْتَقِرَةٌ إلَى مَحَلٍّ تَقُومُ بِهِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (2/ 492).
فالحدث الذي يقع لا بد له من زمان ومكان يقع فيهما ، فلا يتصور حدث بدون زمان ولا مكان ، فهذه الثلاثة متلازمة .
رابعا :
يوجد في الجنة زمان ، ولكن لا يقاس بزمان الدنيا ؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : " لا يشبه شيءٌ مما في الجنة ما في الدنيا ، إلا الأسماء " وفي لفظ : " ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء " انتهى من " تفسير الطبري" (1/392) ؛ فكذلك الزمان وما يتعلق به في الآخرة : يختلف عنه في الدنيا .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" فتلك الحقائق التي في الآخرة ليست مماثلة لهذه الحقائق التي في الدنيا ، وإن كانت مشابهة لها من بعض الوجوه ، والاسم يتناولها حقيقة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 207).
وقال شيخ الإسلام أيضا :
" من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى  خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ) ، وقد قال تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ ) آل عمران/ 190 ، ونحو ذلك في القرآن ، ومعلوم أن النهار تابع للشمس ، وأما الليل : فسواء كان عدم النور ، أو كان وجوديًّا عرضيًّا كما يقوله قوم ، أو أجسام سود كما يقوله بعضهم ، فالله جاعل ذلك كله ، وهو سبحانه وتعالى كما قال عبد الله بن مسعود : " إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات من نور وجهه ". وقد جاء في قوله تعالى ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) أن أهل الجنة يعرفون مقدار البكرة والعشي بأنوار تظهر من جهة العرش ، فيكون بعض الأوقات عندهم أعظم نورًا من بعض ، إذ ليس عندهم ظلمة ، وهذه الأنوار المخلوقة كلها خلقها الله تعالى " انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (2/ 284-286).
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) مريم/ 62 :
" أَيْ فِي مِثْلِ وَقْتِ البُكُرَاتِ وَوَقْتِ العَشِيَّاتِ ، لا أن هناك ليلا ونهارا ، وَلَكِنَّهُمْ فِي أَوْقَاتٍ تَتَعَاقَبُ ، يَعْرِفُونَ مُضِيَّهَا بِأَضْوَاءٍ وَأَنْوَارٍ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (5/ 218).

فأهل الجنة لا يحتاجون إلى حساب الوقت كما يحتاجه أهل الدنيا ، والله تعالى خلق الليل والنهار والشمس والقمر ، وأوجد الحساب لتستقيم للناس عباداتهم ومعاملاتهم ، أما في الجنة فلا يحتاجون إلى شيء من ذلك .

خامسا :
أما زمان الدنيا فالظاهر أنه يفنى ، لفناء ما يتعلق به ويرتبط بحسابه ، وتوقف حركة الشمس والقمر ، قال تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الرحمن/ 26، 27 .
وأما زمان الآخرة فلا يفنى ، قال تعالى عن أهل الجنة : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) النساء/ 57 .
وقال تعالى عن أهل النار : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) النساء/ 168، 169 .
وروى البخاري (4730) ومسلم (2849) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ - وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ - ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ - وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ - فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ .

سادسا :
ننصح الأخ السائل أن لا ينشغل بمثل هذه المسائل ، التي قد تورث الحيرة والاضطراب ، ولا يكون من ورائها كبير فائدة ، وأن ينشغل بما هو أجدى له وأنفع من السؤال عن الأحكام الشرعية التي يحتاجها إليها ، ومسائل الاعتقاد التي يؤمر بها ، وفواضل الأعمال التي يتقرب بها إلى ربه ، ونحو ذلك .
والله تعالى أعلم .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق