السؤال: ما صحه هذين الحديثين وجزاكم الله خيرا
٤/كثرة الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم (رأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه)
(من مشى مع أخيه في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الاقدام)
.........................................................................
خلاصة البحث
الحديث الأول
وجدنا
( إني رأيتُ الليلةَ عجبًا : رأيتُ رجلًا من أمتي قد احتوشتهُ ملائكةُ العذابِ فجاءهُ وُضوؤُه فاستنقذهُ من ذلكَ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي قد بُسِطَ عليهِ عذابُ القبرِ فجاءتهُ صلاتُه فاستنقذتهُ من ذلكَ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي احتوشتهُ الشياطينُ فجاءهُ ذِكْرُ اللهِ فخلَّصهُ منهم ، ورأيتُ رجلًا من أمتي يلهثُ عطشًا فجاءهُ صيامُ رمضانَ فسقاهُ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي من بينِ يدَيهِ ظُلمةٌ ومن خلفِهِ ظلمةٌ وعن يمينِه ظلمةٌ وعن شمالِه ظلمةٌ ومن فوقِه ظلمةٌ ومن تحتِه ظلمةٌ فجاءتهُ حَجَّتُهُ وعمرتُه فاستخرجاهُ من الظُّلمةِ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي جاءهُ مَلَكُ الموتِ ليقبضَ روحَه فجاءهُ بِرُّهُ لوالدِّيَهِ فردَّهُ عنهُ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي يُكلِّمُ المؤمنينَ ولا يُكلِّمونهُ فجاءتهُ صلةُ الرَّحِمِ فقالت : إنَّ هذا كان واصلًا لِرَحِمِهِ فكلَّمَهُمْ وكلَّموهُ وصارَ معهمْ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي يَأتي النبيينَ وهم حِلَقٌ حِلَقٌ كلَّما مرَّ علىحلقةٍ طُرِدَ فجاءهُ اغتسالُهُ من الجنابةِ فأخذَ بيدِهِ فأجلسهُ إلى جنبي ، ورأيتُ رجلًامن أمتي يتَّقِي وَهَجَ النارِ بيدَيهِ عن وجهِهِ فجاءتهُ صدقتُهُ فصارت ظِلًّا على رأسِهِ وسترًا عن وجهِه ، ورأيتُ رجلًا من أمتي جاءتهُ زبانيةُ العذابِ فجاءهُ أمرُهُ بالمعروفِ ونهيُهُ عن المنكرِ فاستنقذهُ من ذلكَ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي هَوَى في النارِ فجاءتهُ دُموعهُ اللاتي بَكَى بها في الدنيا من خشيةِ اللهِ فأخرجتهُ من النارِ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي قد هَوَتْ صحيفتُه إلى شمالِه فجاءهُ خوفُه من اللهِ تعالى فأخذَ صحيفتَه فجعلَها في يمينِه ، ورأيتُ رجلًا من أمتي قد خَفَّ ميزانُه فجاءهُ أفراطُه فثقَّلوا ميزانَه ، ورأيتُ رجلًا من أمَّتيعلى شفيرِ جهنمَ فجاءهُ وَجَلُهُ من اللهِ تعالى فاستنقذهُ من ذلكَ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي يَرْعَدُ كما تَرْعَدُ السَّعَفَةُ فجاءهُ حُسْنُ ظنِّهِ باللهِ تعالى فسكَّنَ رعدتَهُ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي يزحفُ على الصراطِ مرةً ويحبو مرةً فجاءتهُ صلاتُه عليَّ فأخذتْ بيدِهِ فأقامتهُ على الصراطِ حتى جازَ ، ورأيتُ رجلًا من أمتي انتهى إلى أبوابِ الجنةِ فغُلِّقَتِ الأبوابُ دونَه فجاءتهُ شهادةُ أن لا إلهَ إلا اللهُ فأخذتْ بيدِهِ فأدخلتهُ الجنةَ)
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
الصفحة أو الرقم: 7129 | خلاصة حكم المحدث : قلت : منكر جدا
وكذلك
(إني رأيتُ البارحةَ عجَبًا ، رأيتُ رجلًا من أُمَّتي قد احتَوَشَتْه ملائكةُ العذابِ ، فجاءه وُضوؤُه فاستنقَذه من ذلك ، ورأيتُ رجلًا من أمتي قد بُسِطَ عليه عذابُ القبرِ ، فجاءَته صلاتُه فاستنقَذَتْه من ذلك ، ورأيتُ رجلًا من أمتي احتوَشَتْه الشياطينُ ، فجاءه ذكرُ اللهِ فخلَّصَه منهم ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يلهثُ عطَشًا ، فجاءه صيامُ رمضانَ فسقاه ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي من بين يدَيه ظُلمَةٌ ، وعن يمينه ظُلْمَةٌ ، وعن شماله ظُلْمَةٌ ، ومن فوقِه ظُلْمَةٌ ، ومن تحته ظُلْمَةٌ ، فجاءَته حَجَّتُه وعُمرتُه فاستخرجاه من الظُّلمةِ ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي جاءه ملَكُ الموتِ ليقبضَ رُوحَه ، فجاءَه بِرُّه لوالدَيه فردَّه عنه ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يُكلِّمُ المؤمنين ولا يُكلِّمونه ، فجاءَته صِلَةُ الرَّحِمِ ، فقالت : إنَّ هذا كان واصلًا لرَحِمِه ، فكلَّمهم وكلَّموه وصار معهم ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يأتي النَّبيِّين وهم حَلَقٌ حَلَقٌ كلما مرَّ على حلْقَةٍ طُرِدَ ، فجاءَه اغتسالُه من الجنابةِ ، فأخذ بيدِه فأجلَسه إلى جنبي ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يتَّقي وَهَجَ النَّارِ بيدَيه عن وجهِه ، فجاءَته صدَقَتُه ، فصارت ظِلًّا على رأسِه وسِترًا عن وجهِه ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي ، جاءَته زبانيةُ العذابِ ، فجاءه أمرُه بالمعروفِ ، ونهيُه عن المنكرِ ، فاستنقذَه من ذلك ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي هوى في النَّارِ ، فجاءَته دموعُه اللاتي بكى بها في الدنيا من خشيةِ اللهِ فأخرجَتْه من النارِ ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي قد هوَتْ صحيفتُه إلى شمالِه فجاءَه خوفُه من اللهِ تعالى ، فأخذ صحيفتَه فجعلها في يمينِه ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي قد خَفَّ ميزانُه ، فجاءَه أفراطُه فثقَّلوا ميزانَه ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي على شفيرِ جهنَّمَ ، فجاءَه وجلُه من اللهِ تعالى فاستنقذَه من ذلك ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يرعدُ كما تَرعدُ السَّعْفَةُ ، فجاءَه حُسنُ ظنِّه باللهِ تعالى ، فسكَّنَ رِعدَتَه ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي يزحفُ على الصراطِ مرَّةً ، ويحبُو مرَّةً ، فجاءَتْه صلاتُه عليَّ ، فأخذتْ بيدِه فأقامتْه على الصراطِ حتى جازَ ، ورأيتُ رجلًا من أُمَّتي انتهى إلى أبوابِ الجنَّةِ : فغُلِّقَتِ الأبوابُ دُونَه ، فجاءَته شهادةُ أن لا إله إلا اللهُ ، فأخذَتْ بيدِه ، فأدخلَتْه الجنَّةَ)
الراوي : عبدالرحمن بن سمرة | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع
الصفحة أو الرقم: 2086 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف
وكذلك
وجدنا
السؤال
سمعت بأنه سيتم يوم القيامة تطهير جميع من سيدخل الجنة بأن يذهبوا للنار أولاً حتى يطهروا من سيئاتهم ثم يدخلون الجنة وسيُستثنى المسلم الذي ضمن الله له الجنة والشهيد، فهل هذا صحيح ؟.
نص الجواب
الحمد لله
أولاً :
لعل السائل يشير إلى قول الله تعالى :( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا . ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )وهذا الخطاب لسائر الخلق ، برهم وفاجرهم ، مؤمنهم وكافرهم ، أنه ما منهم من أحد إلا سَيرِد النار ، حكماً حتمه الله على نفسه ، وأوعد به عباده ، فلا بد من نفوذه ، ولا محيد عن وقوعه .
واختُلِفَ في معنى الورود فقيل : ورودها ، حضورها للخلائق كلهم ، حتى يحصل الانزعاج من كل أحد ثم بعدُ ينجي الله المتقين .
وقيل : ورودها ، دخولها ، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً .
وقيل الورود هو المرور على الصراط الذي هو جسم على ظهر جهنم ، فيمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل ، وكأجاويد الركاب .
ومنهم من يسعى ، ومنهم من يمشي مشياً ، ومنهم من يزحف زحفاً ، ومنهم من يُخطف فيُلقى في النار ، كلٌّ بحسب تقواه ، ولهذا قال : ثم ننجي الذين اتقوا الله تعالى بفعل المأمور ، واجتناب المحظور ونذر الظالمين أنفسهم بالكفر والمعاصي فيها جثيا وهذا بسبب ظلمهم وكفرهم ، وجب لهم الخلود وحقَّ عليهم العذاب ، وتقطعت بهم الأسباب . انتهى من تفسير ابن سعدي ص 811
ثانياً :...
الحديث الثاني
أولًا:
تم توجيه السؤال إلى موقع الإسلام سؤال وجواب بلفظ
هذا الحديث سألنا عن جزء منه في معرف الاستشارات الحديثية فأجاب أنه منكر لا يصح، وأنتم أجبتم مرة أنه حسن، وأخرى صححه الألباني، فلماذا الاختلاف فيه ؟ وهو حديث :( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام )، وما هي درجته ؟
وكان
الجواب
الحمد لله.
روى الطبراني في "المعجم الكبير" (13646)، و"المعجم الأوسط" (6026)، و "المعجم الصغير" (861) عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن قَيْسٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: حدثنا سُكَيْنُ بْنُ سِرَاجٍ قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ .
لكن هذا الإسناد واه جدا، ولذا قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (10 / 177):
" وهذا إسناد ضعيف جدا؛ سكين هذا؛ اتهمه ابن حبان، فقال: يروي الموضوعات. " انتهى.
وقال رحمه الله تعالى:
" وعبد الرحمن بن قيس الضبي مثله ، أو شر منه، قال الحافظ في "التقريب": متروك، كذبه أبو زرعة وغيره " انتهى من "السلسة الصحيحة" (2 / 575).
لكن الشيخ رحمه الله لمّا وقف على إسناد آخر للحديث، عند ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (36) وغيره، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ؟
قَالَ: أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرَيْنِ فِي مَسْجِدٍ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رِضا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ، ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ، وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ".
فرأى الشيخ أن بكر بن خنيس يحسّن حديثه.
فقال رحمه الله تعالى:
" لكن قد جاء بإسناد خير من هذا، فرواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (رقم 36)، وأبو إسحاق المزكي في "الفوائد المنتخبة" (1 / 147 / 2) -ببعضه - وابن عساكر (11 / 444 / 1) من طرق عن بكر بن خنيس عن عبد الله بن دينار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كذا قال ابن أبي الدنيا، وقال الآخران: عن عبد الله بن عمر - قال: قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله ... " وفيه الزيادة.
قلت: وهذا إسناد حسن، فإن بكر بن خنيس، صدوق له أغلاط كما قال الحافظ.
وعبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين.
فثبت الحديث. والحمد لله تعالى " انتهى من "السلسلة الصحيحة" (2 / 575 - 576).
فالشيخ اتبع الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، في قوله:
" بكر بن خنيس، كوفي عابد، سكن بغداد، صدوق له أغلاط أفرط فيه ابن حبان " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 126).
لكن الراجح فيه الضعف، كما نص الحافظ ابن حجر نفسه في "فتح الباري" (9 / 432)، وفي "التلخيص الحبير" (5 / 2348)، و (5 / 2396).
ولذا قال مؤلفو "تحرير تقريب التهذيب" (1 / 181):
" بل: ضعيف، ضعَّفه يحيى بن معين، وعليُّ بن المديني، وعمرو بن علي الفَلَّاس، ويعقوب بن شَيْبة السَّدُوسي، والنسائي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن عدي. وقال أحمد بن صالح، وابن خِراش، والدارقطني، والجوزقاني: متروكٌ. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال أبو زُرْعة: ذاهب، وضعَّفه العقيلي... " انتهى.
وهذا الذي رجحه الشيخ الألباني نفسه في مواضع من كتبه منها قوله في "السلسلة الضعيفة" (13 / 782):
" بكر بن خنيس مختلف فيه، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور، كما ترى أقوالهم في "تهذيب الحافظ"، وقال في "تقريبه":
"صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان".
والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف": واه. " انتهى.
فلذا الراجح ضعف هذا الحديث، كما أشار إلى هذا جمع من المحققين في هذا العصر.
وينبغي التنبه إلى أن علم التصحيح والتضعيف، وإن كانت له أصول وقواعد ثابتة، إلا أن تطبيقاته محل اجتهاد كحال علم الفقه، فقد يختلف علماء الحديث في تصحيح حديث، وقد يتغير اجتهاد العالم الواحد فيضعف حديثا في وقت ، ويحسنه أو يصححه في وقت آخر وكذا العكس، وربما وقع من المجتهد في هذا العلم الوهم والسهو والخطأ، كحال المجتهدين في مسائل الفقه.
ويحسن مطالعة جواب السؤال رقم : (70455).
والله أعلم .
ثانيًا:
وجدنا حديث...
عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه ، مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنهُ بِهَا كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ ) رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)
وكذلك ...
(من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ . ومن يسّرَ على معسرٍ ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ . ومن سترَ مسلمًا ، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ . واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِأخيه . ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ . وما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ ، يتلون كتابَ اللهِ ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ ، وغشيتْهم الرحمةُ وحفّتهم الملائكةُ ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده . ومن بطّأ به عملُه ، لم يسرعْ به نسبُه . غيرَ أن حديثَ أبي أسامة ليس فيه ذكرُ التيسيرِ على المعسرِ .)
الصفحة أو الرقم: 2699 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
السؤال : مادرجة حديث (( من مشى مع أخيه في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام))
.......................................................................
خلاصة البحث
أولًا:
تم توجيه السؤال إلى موقع الإسلام سؤال وجواب بلفظ
هذا الحديث سألنا عن جزء منه في معرف الاستشارات الحديثية فأجاب أنه منكر لا يصح، وأنتم أجبتم مرة أنه حسن، وأخرى صححه الألباني، فلماذا الاختلاف فيه ؟ وهو حديث :( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام )، وما هي درجته ؟
وكان
الجواب
الحمد لله.
روى الطبراني في "المعجم الكبير" (13646)، و"المعجم الأوسط" (6026)، و "المعجم الصغير" (861) عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن قَيْسٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: حدثنا سُكَيْنُ بْنُ سِرَاجٍ قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ .
لكن هذا الإسناد واه جدا، ولذا قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (10 / 177):
" وهذا إسناد ضعيف جدا؛ سكين هذا؛ اتهمه ابن حبان، فقال: يروي الموضوعات. " انتهى.
وقال رحمه الله تعالى:
" وعبد الرحمن بن قيس الضبي مثله ، أو شر منه، قال الحافظ في "التقريب": متروك، كذبه أبو زرعة وغيره " انتهى من "السلسة الصحيحة" (2 / 575).
لكن الشيخ رحمه الله لمّا وقف على إسناد آخر للحديث، عند ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (36) وغيره، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ؟
قَالَ: أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرَيْنِ فِي مَسْجِدٍ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رِضا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ، ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ، وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ".
فرأى الشيخ أن بكر بن خنيس يحسّن حديثه.
فقال رحمه الله تعالى:
" لكن قد جاء بإسناد خير من هذا، فرواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (رقم 36)، وأبو إسحاق المزكي في "الفوائد المنتخبة" (1 / 147 / 2) -ببعضه - وابن عساكر (11 / 444 / 1) من طرق عن بكر بن خنيس عن عبد الله بن دينار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كذا قال ابن أبي الدنيا، وقال الآخران: عن عبد الله بن عمر - قال: قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله ... " وفيه الزيادة.
قلت: وهذا إسناد حسن، فإن بكر بن خنيس، صدوق له أغلاط كما قال الحافظ.
وعبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين.
فثبت الحديث. والحمد لله تعالى " انتهى من "السلسلة الصحيحة" (2 / 575 - 576).
فالشيخ اتبع الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، في قوله:
" بكر بن خنيس، كوفي عابد، سكن بغداد، صدوق له أغلاط أفرط فيه ابن حبان " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 126).
لكن الراجح فيه الضعف، كما نص الحافظ ابن حجر نفسه في "فتح الباري" (9 / 432)، وفي "التلخيص الحبير" (5 / 2348)، و (5 / 2396).
ولذا قال مؤلفو "تحرير تقريب التهذيب" (1 / 181):
" بل: ضعيف، ضعَّفه يحيى بن معين، وعليُّ بن المديني، وعمرو بن علي الفَلَّاس، ويعقوب بن شَيْبة السَّدُوسي، والنسائي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن عدي. وقال أحمد بن صالح، وابن خِراش، والدارقطني، والجوزقاني: متروكٌ. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال أبو زُرْعة: ذاهب، وضعَّفه العقيلي... " انتهى.
وهذا الذي رجحه الشيخ الألباني نفسه في مواضع من كتبه منها قوله في "السلسلة الضعيفة" (13 / 782):
" بكر بن خنيس مختلف فيه، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور، كما ترى أقوالهم في "تهذيب الحافظ"، وقال في "تقريبه":
"صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان".
والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف": واه. " انتهى.
فلذا الراجح ضعف هذا الحديث، كما أشار إلى هذا جمع من المحققين في هذا العصر.
وينبغي التنبه إلى أن علم التصحيح والتضعيف، وإن كانت له أصول وقواعد ثابتة، إلا أن تطبيقاته محل اجتهاد كحال علم الفقه، فقد يختلف علماء الحديث في تصحيح حديث، وقد يتغير اجتهاد العالم الواحد فيضعف حديثا في وقت ، ويحسنه أو يصححه في وقت آخر وكذا العكس، وربما وقع من المجتهد في هذا العلم الوهم والسهو والخطأ، كحال المجتهدين في مسائل الفقه.
ويحسن مطالعة جواب السؤال رقم : (70455).
والله أعلم .
ثانيًا:
وجدنا الحديث...
عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه ، مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنهُ بِهَا كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ ) رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)
وكذلك ...
(من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ . ومن يسّرَ على معسرٍ ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ . ومن سترَ مسلمًا ، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ . واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِأخيه . ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ . وما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ ، يتلون كتابَ اللهِ ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ ، وغشيتْهم الرحمةُ وحفّتهم الملائكةُ ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده . ومن بطّأ به عملُه ، لم يسرعْ به نسبُه . غيرَ أن حديثَ أبي أسامة ليس فيه ذكرُ التيسيرِ على المعسرِ .)
الصفحة أو الرقم: 2699 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق