سائلة سئلت عن صحة ما ورد أدناه من سؤال واجابته
فضيلة الشيخ ما صحة هذه الأحاديث ؟
الدعاء :
" سجد وجهي للذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته ، فتبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم اكتب لي بها عندك أجرا ، وضع عني بها وزرا ، واجعلها لي عندك ذخرا ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود عليه السلام" ثلاث مرات
----
ج:
ضعيف
ولا يثبت في سجود التلاوة حديث
د. عمر المقبل.
أستاذ الحديث بجامعة القصيم
صراحه منذ سنوات ونحن نقول هذا الدعاء
الله يغفر لنا جهلنا
......................................................................................
خلاصة البحث
وجدنا بهذا اللفظ في هذا السؤال
الحديث الوارد في سجود التلاوة أن الإنسان يقول:
(سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين) ما صحة هذا الدعاء؟
ولو دعا فقط ( سبحان ربي الأعلى ) هل يكفي؟
الإجابة
بالنسبة لحديث سجود التلاوة، الذكر تبعه (سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته) هذا الحديث صحيح
وإذا قال: (سبحان ربي الأعلى) أيضًا صحيح
وإذا قال : ( اللهم اكتب لي بها أجرًا وحُط عني بها وزرا و ارفعني بها درجه وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود عليه السلام) أيضًا صحيح.
وكذلك تم توجيه السؤال
ما درجته جزاكم الله خير(سجد وجهي للذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته ، فتبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم اكتب لي بها عندك أجرا ،وضع عني بها وزرا ،واجعلها لي عندك ذخرا ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود عليه السلام" ثلاث مرات)؟.وهل صحيح (أنه لا يثبت في سجود التلاوة حديث)؟
لا يثبت في سجود التلاوة دعاء خاص والحديث المذكور ضعيف .
أجاب/د. هشام بن عبدالعزيز الحلاف رئيس قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى
وكذلك
عن عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنْها قالَت : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ في سجودِ القرآنِ باللَّيلِ يقولُ في السَّجدةِ مرارًا
( سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ بحولِهِ وقوَّتِهِ )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
...
وكذلك
كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في سُجودِ القُرآنِ باللَّيلِ، يقولُ في السَّجدةِ مِرارًا:
( سَجَد وَجْهي للذي خَلَقَه وشَقَّ سَمْعَه وبَصَرَه بحَولِه وقُوَّتِه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 1414 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
التخريج : أخرجه أبو داود (1414) واللفظ له، والترمذي (580)، والنسائي (1129)، وأحمد (25821) | شرح الحديث
شرح الحديث
مِن أجَلِّ العِباداتِ وأحبِّها إلى اللهِ تعالى الدُّعاءُ والمُناجاةُ، والتَّضرُّعُ بيْن يَدَيِ اللهِ سُبحانه وتعالى القريبِ المُجيبِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في سُجودِ القرآنِ"، يعني: إذا قرَأَ آيةً داخلَ الصلاةِ أو خارجَها فيها سَجدةٌ مِن سَجداتِ القرآنِ، كما في رِوايةِ التِّرمذيِّ: "كان رسولُ اللهِ يقولُ في سُجودِ القرآنِ باللَّيلِ... يقولُ في السَّجدةِ مِرارًا"، فكان يَسجُدُ لتِلاوةِ تلك الآيةِ؛ لِمَا تَشتمِلُ عليه مِن أمْرٍ بالسُّجودِ، وتُسمَّى سجودَ التِّلاوةِ، "سجَدَ وَجْهيَ للَّذي خلَقَه وصوَّرَه"، أي: خضَعَ وذلَّ، وخشَعَ وانْحَنى للهِ سُبحانه، وخصَّ الوجْهَ بالذِّكْرِ مِن بيْن أعضاءِ السُّجودِ؛ لِمَزيدِ شَرفِه، "وشقَّ سمْعَه وبصَرَه"، أي: هو سُبحانه الذي فتَحَ مواضعَ السَّمعِ والبَصرِ في ذلك الوجْهِ، "بحَولِه وقوَّتِه"، أي: بقُدرتِه وحْدَه لا شريكَ، ولا فضْلَ لأحدٍ في ذلك، ولا يَقدِرُ غيرُه على منْحِ تلك النِّعمِ لعبادِه، وهو القادرُ على صَرفِ الآفاتِ عنهما.
وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ الذي أخرَجَه التِّرمذيُّ: "أنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في سُجودِ التِّلاوةِ: اللَّهُمَّ اكتُبْ لي بها عندَك أجْرًا، واجعَلْها لي عندَك ذُخْرًا، وضَعْ عنِّي بها وِزْرًا، وتقَبَّلْها مِنِّي كما تَقبَّلْتها مِن عبدِك داودَ".
وفي الحديثِ: مَشروعيةُ سُجودِ التِّلاوةِ( ).
وكذلك وجدنا
عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: ( وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ. وإذَا رَكَعَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي وَعَصَبِي. وإذَا رَفَعَ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُمَا وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بَعْدُ. وإذَا سَجَدَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ. )
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلمالصفحة أو الرقم : 771 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
وكذلك وجدنا
عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: ( وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ. وإذَا رَكَعَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي وَعَصَبِي. وإذَا رَفَعَ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُمَا وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بَعْدُ. وإذَا سَجَدَ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ. )
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 771 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
وكذلك وجدناأنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ إذا قامَ منَ اللَّيلِ يصلِّي تطوُّعًا قالَ إذا سجدَ ( اللَّهمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ ولَكَ أسلمتُ اللَّهمَّ أنتَ ربِّي سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وصوَّرَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ تبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ )
الراوي : محمد بن مسلمة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم : 1127 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه
وكذلك وجدنا
...
جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي رأيتُني اللَّيلةَ وأنا نائمٌ كأنِّي أصلِّي خلفَ شجرةٍ فسجدتُ فسجدتِ الشَّجرةُ لسجودي فسمعتُها وهيَ تقولُ ( اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ ) قالَ الحسنُ قالَ ليَ ابنُ جُرَيجٍ قالَ لي جدُّكَ قالَ ابنُ عبَّاسٍ فقرأَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سجدةً ثمَّ سجدَ قال فقالَ ابنُ عبَّاسٍ فسمعتُهُ وهوَ يقولُ مثلَ ما أخبرَهُ الرَّجلُ عن قولِ الشَّجرَةِالراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : شرح سنن الترمذيالصفحة أو الرقم : 2/473 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 3424 | خلاصة حكم المحدث : حسن | التخريج : أخرجه الترمذي (3424)، وابن ماجه (1053) باختلاف يسير.
وكذلك وجدنا
مقطع فيديو للأستاذ الدكتور عمر المقبل
(فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) ومفهوم هذا وأخذ ابن تيمية رحمه اللَّه من هذه الآية اختيارًا فقهيًا ، وعليكم السلام، ما هذا الاختيار ؟ هو وجوب سجود التلاوة لماذا ؟ لأنه يقول ذكر اللَّه عز وجل ترك السجود للقرآن عند...الاستماع إليه وإتيان موجب السجود على سبيل الذم ، ولكن الصحيح في هذه المسألة : أن سجود القرآن أن السجود للقرآن سنةٌ مؤكدة لا واجب ، والدليل على عدم وجوبه أنه ثبت في صحيح البخاري : أن عمر رضي الله عنه خطب يومًا بسورة النحل فلما بلغ موضع السجود سجد وهو على المنبر ثم أكمل فلما كانت الجمعة التي بعده خطب بسورة النحل أيضًا فلما بلغ موضع السجود تهيأ الناس للسجود فلم يسجد عمر رضي الله عنه من أجل ماذا ؟ أن يعلمهم أن السجود ليس بواجب فهذا كما يقول ابن قدامه وغيره من أهل العلم هذا إجماع من الصحابة على أن السجود للتلاوة ليس بواجب إذ لو كان واجبًا لأنكر عليه من حظر من الصحابة لماذا لم تسجد يا أمير المؤمنين ما توجيه الآية ؟ توجيهها هو الذم لمن يترك السجود ايش ؟ استكبارًا وإعراضًا أما من يتركه اختيارًا مع يقينه بالاستحباب أو يقينه بالمشروعية فإنه لا يذم لكن لا ينبغي للإنسان أبدًا أن يترك السجود لقوة الخلاف هذه واحده والثانية لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنك لن تسجد لله سجدة إلا) ايش ؟ (رفعك اللَّه بها درجة ) *... أيضًا من الفوائد إغاظة الشيطان فقد ثبت في صحيح مسلم أن... المؤمن إذا قرأ القرآن فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله يعني يا نفسه يا ويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد وأمرت بالسجود... فلم أسجد إذًا في هذا مخالفة لهدي الشيطان بالإضافة إلى ما في هذا السجود من امتثال لأمر اللَّه تعالى لأن غالب الآيات التي ترد إما أن تكون أمرًا بالسجود أو إخبارًا عن أولياء اللَّه الساجدين أو تكون ذمًا لمن تركوا السجود ففي السجود في كل هذه الأحوال خيرٌ عظيم.
وكذلك
يُقال في سُجود التلاوة ما يُشرَع قولُه في سُجودِ الصَّلاةِ من التَّسبيحِ والدُّعاء، وهذا باتِّفاق المذاهب الفِقهيَّة الأربعة:
الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشَّافعيَّة، والحنابلة وذلك لأنَّ الحُكم واحدٌ
والله أعلم
*لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: أخْبِرْنِي بعَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ به الجَنَّةَ؟ أوْ قالَ قُلتُ: بأَحَبِّ الأعْمَالِ إلى اللهِ، فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقالَ: سَأَلْتُ عن ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ:( عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً. )
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 488 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
وكذلك وجدنا
أنشأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم غزوةً فأتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لي بالشَّهادةِ ، فقال : اللَّهمَّ سلِّمْهم وغنِّمْهم قال : فسلَّمنا وغنَّمنا . قال : ثمَّ أنشأ غزوًا ثالثًا فأتيتُه ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي أتيتُك مرَّتَيْن قبلَ مرَّتي هذه فسألتُك أن تدعوَ اللهَ لي بالشَّهادةِ فدعوتَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُسلِّمَنا ويُغنِّمَنا ، فسلَّمنا وغنَّمنا يا رسولَ اللهِ فادْعُ اللهَ لي بالشَّهادةِ . فقال : اللَّهمَّ سلِّمْهم وغنِّمْهم ، قال : فسلَّمنا وغنَّمنا . ثمَّ أتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ مُرْني بعملٍ . قال : عليك بالصَّومِ فإنَّه لا مثلَ له . قال : فما رُئي أبو أمامةَ ولا امرأتُه ولا خادمُه إلَّا صِيامًا . قال : فكان إذا رُئِي في دارِهم دُخانٌ بالنَّهارِ قيل اعتراهم ضَيْفٌ ، نزل بهم نازلٌ . قال : فلبِث بذلك ما شاء اللهُ ، ثمَّ أتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أمرتَنا بالصِّيامِ فأرجو أن يكونَ قد بارك اللهُ لنا فيه ، يا رسولَ اللهِ فمُرْني بعملٍ آخرَ . قال : اعلَمْ أنَّك لن تسجُدَ للهِ سجدةً إلَّا رفع اللهُ لك بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 273 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث
شرح الحديث
كان الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم -لحِرصِهم على الطَّاعاتِ وما يُقرِّبُ مِن رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ- كثيرًا ما يَسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أفضلِ الأعمالِ، وأكثرِها قُربةً إلى اللهِ تعالى؛ فكانتْ إجاباتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالِهِمْ، وما هو أكثرُ نفعًا لكلِّ واحدٍ منهم.
وفي هذا الحَدِيثِ يقولُ أبو أُمَامَةَ رضِي اللهُ عنه: "أَنْشَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم غزْوةً" يعني: جهَّز الجيشَ لِيَغْزُوَ في سبيلِ اللهِ، وكان أبو أُمَامَةَ من الخَارِجِينَ في هذا الغَزْو، قال: "فَأَتَيْتُهُ"، أي: جئْتُ إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "فقُلْت: يا رسولَ الله، ادْعُ اللهَ لي بالشَّهَادة"، أي: أنْ يَرْزُقَني اللهُ الموْتَ شهيدًا في سَبيلِهِ؛ وطَلَبَ ذلك لأنَّ الشَّهيدَ له مَنْزِلَةٌ عاليةٌ عند ربِّه، ودعْوَتُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُجابةٌ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اللَّهُمَّ سلِّمْهم وغَنِّمْهم"، أيْ: دَعَا لهم أنْ يَعودوا سَالِمين فلا يُصابوا بسُوءٍ، وغَانِمين، أيْ: فَائِزين مُنْتصِرين ومعهم غنائِمُ الحَرْب، فاستجابَ الله لنبِيِّه فَعَادوا سَالِمين غَانِمين.
ثم تَكرَّر الغزوُ والخروجُ في سبيل اللهِ ثانيةً وثالثةً، وفي كلِّ مرَّةٍ يَسألُ أبو أُمَامَةَ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدُّعاءَ له بالشَّهَادة، وكان دُعاءُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِثْل دُعَائِهِ في الخروجِ الأوَّلِ، وهو أن يَعودوا سَالِمين غَانِمين، كما قال أَبو أُمَامَة: "فقُلْت: يا رسولَ الله، إنِّي أتيْتُك مرَّتينِ قبل مَرَّتي هذه، فسألْتُك أنْ تدعُوَ اللهَ لي بالشَّهَادة فدعوْتَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُسلِّمَنا ويُغنِّمَنا، فسلَّمَنا وغنَّمَنا يا رسولَ الله؛ فادْعُ اللهَ لي بالشَّهَادة" وهذا مِن حِرْصِ أبي أُمَامةَ على الاستشهادِ في سبيلِ الله "فقال: اللَّهمَّ سَلِّمْهم وغَنِّمْهم"، ولعلَّ هذه الإجابةَ من النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه يعلَمُ الخيرَ له، وأنَّ العملَ الصالحَ مع النِّيَّة الصَّادقةِ لله يرفَعُ درجةَ العَبْدِ عندَ الله، "قال : فَسلَّمَنا وغنَّمَنا"، أي: سَلِمَ في جَسَده ورَجَعَ بأَجْرِ الجِهَادِ مع غَنيمةِ الحَرْبِ، قال أبو أُمَامَةَ رضِي اللهُ عنه "ثم أَتَيْتُهُ فقُلْت: يا رسولَ الله: مُرْني بعَمَل"، أي: أَوْصِني بعِبَادةٍ تُناسِب حالي أَنالُ به أجرًا عند ربِّي وأتقرَّبُ بها إليه، فأوْصَاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: "عليك بالصَّوْمِ"، أي: الْزَمِ الصَّوْمَ، وأَكْثِرْ منه؛ "فَإنَّه لا مِثْلَ له"، أي: لا نَظِيرَ له في كَثْرة الأَجْر والثَّواب. قال التابعِيُّ رَجَاءُ بن حَيْوَةَ -راوي الحَدِيث عن أبي أُمَامَة-: "فَمَا رُئِيَ أبو أُمَامةَ ولا امرأتُهُ ولا خادِمُهُ إلَّا صِيَامًا"، أيْ: فما كان من أبي أُمَامةَ رضِي اللهُ عنه إلَّا أنَّه استجابَ لوَصِيَّة رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمْرِه، وسارَع إلى ذلك؛ فكان هو وامرأتُهُ وخادِمُهُ يُكثِرون من صِيامِ التطوُّعِ، "فكان إذا رُئِيَ في دَارِهم دُخَانٌ بالنَّهَارِ"، وهذا كِنَايةٌ عن تَحْضيرِ الطَّعامِ وأنَّهم ليسوا صَائِمِين، "قيل: اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ"، أي: جَاءَهُمْ ضَيْفٌ، "نزَلَ بهم نَازِلٌ"، أي: إذا نَزَلَ بهم أَحَدٌ أَفْطروا ليأكْلوا معه وليُشَاركوه إكرامًا للضَّيْف. قال رَجَاءٌ: "فَلَبِثَ بذلك ما شَاءَ الله"، أي: ظلُّوا على هذا العملِ مُدَاوِمين عليه، قال أبو أُمامةَ رضِي اللهُ عنه: "ثم أَتَيْتُهُ، فقُلْت: يا رسولَ الله، أَمَرْتَنَا بالصِّيامِ؛ فأرجو أنْ يكونَ قد بَارَكَ اللهُ لنا فيه"، أي: وفَّقَنا اللهُ لهذا الخيرِ والثوابِ في هذا العمَلِ ورَزَقَنا المُداوَمةَ عليه، قال: "فَمُرنِي بعَمَل آخَرَ"، أي: يكونُ ثوابُهُ عظيمًا إضافةً إلى الصَّوْم؛ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اعلمْ أنَّك لن تَسْجُدَ لله سَجْدةً إلَّا رَفَعَ اللهُ لك بها دَرَجَةً، وحطَّ عنك بها خَطِيئةً"، أي: إنَّ كُلَّ سَجدةٍ تَسْجُدُها لله، تكون سببًا لغُفْران الذُّنُوب، ورَفْعِ الدَّرَجاتِ وزِيادةِ الحَسَناتِ؛ فيكونُ ذلك سببًا في دُخُولِك الجَنَّةَ، والمُرَادُ هنا الحَضُّ على كَثْرةِ الصَّلاةِ؛ فعبَّرَ عن الصَّلاةِ بالسُّجُود؛ لأنَّه من أَعْظَمِ أركانِها؛ لأنَّ السُّجُودَ غايةُ التواضُعِ والعُبوديةِ لله تعالى.
وفي الحَدِيث: حِرْصُ الصَّحَابةِ على السُّؤَال عن مَعَالي الأُمُورِ وتَمَنِّي الشَّهَادةِ.
وفيه: فَضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي أُمامةَ وأهلِ بيتِه رضِيَ اللهُ عنهم( ).
وكذلك وجدنا
السؤال
هل يشترط لسجود التلاوة طهارة ، وهل يكبر إذا خفض ورفع سواء كان في الصلاة أو خارجها ؟ وماذا يقال في هذا السجود ؟ وهل ما ورد من الدعاء فيه صحيح ؟ وهل يشرع السلام في هذا السجود إذا كان خارج الصلاة ؟.
الجواب
الحمد لله.
وبعد : سجود التلاوة لا تشترط له الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم .
ويشرع فيه التكبير عند السجود لأنه قد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك .
أما إذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يجب فيه التكبير عند الخفض والرفع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الصلاة في كل خفض ورفع . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (صلوا كما رأيتموني أصلي ). رواه البخاري في صحيحه ( 595 ) ، ويشرع في سجود التلاوة من الذكر والدعاء ما يشرع في سجود الصلاة لعموم الأحاديث ومن ذلك : (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين ) روى ذلك مسلم في صحيحه ( 1290 ) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول هذا الذكر في سجود الصلاة من حديث علي رضي الله عنه .
وقد سبق آنفا أنه يشرع في سجود التلاوة ما يشرع في سجود الصلاة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا في سجود التلاوة بقوله : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وامح عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام" رواه الترمذي ( 528 )
والواجب في ذلك قول : سبحان ربي الأعلى ، كالواجب . في سجود الصلاة ، وما زاد عن ذلك من الذكر والدعاء فهو مستحب .
وسجود التلاوة في الصلاة وخارجها سنة وليس بواجب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زيد بن ثابت ما يدل على ذلك وثبت عن عمر رضي الله عنه ما يدل على ذلك أيضا ، والله ولي التوفيق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق