تسأل عن قصة أيوب الواردة هنا
أيوب عليه السلام عاش ثمانين سنة منعمًا بكل أنواع النعيم آتاه الله من الأموال الشيء الكثير كان حوله أصحاب كثر وكان عنده أربعة عشر ولدا وبنت وكان مكتمل الصحة في بدنه وبعد ثمانين سنة من هذا النعيم أراد الله أن يبتليه أول ابتلاءقد أبتلي به أيوب عليه السلام أن فقد المال كله وليس هذا فحسب ثم ابتلاه بمرض في داخل جسمه ومن الخارج حتى أقعده حسيرًا لا يستطيع أن يذهب إلى الخلاء إلا بمعونة زوجته ثم ابتلاه بفقد الولد مات كل أولاده والعجيب أنه كان صابرا وشاكر ومحتسب أجره عند الله واستمر على هذا البلاء ثمانية عشرة سنة الأصحاب الكثر الذين كانوا حوله فقدهم كلهم ولم يبق معه إلا تلكم الزوجة الصالحة حتى أنه أخرج على أطراف القرى حتى لايعدي الناس بمرضه ومن شدة الفقر أصبحوا مايجدون الطعام فاضطرت هذه الزوجة التي كانت زوجة هذا الرجل الثري أن تخدم في بيوت الناس كي تحصل على المال لتطعم زوجها عليه السلام وفي يوم من الأيام تقول يانبي الله أنت نبي ومستجاب الدعوة ألا تدعوا الله أن يشفيك فقال ياامرأة كم بقينا في السراء قالت ثمانين سنة قال إذا بقيت في البلاء ثمانين سنة أخرى دعوت الله ومرت الأيام وأصبح الناس لا يقبلون هذه الزوجة أن تعمل عندهم فضاق عليهم الحال وفي يوم من الأيام تفاجئ أيوب عليه السلام وإذا بزوجته تأتي بطعام فقال يا امرأة من أين هذا الطعام فقالت لا عليك يا نبي الله كل كي لا تموت فقال لا آكل حتى تخبريني من أين أتيت بهذا الطعام الناس قد منعوك أن تعملي عندهم فمن أين أتيت بهذا الطعام فدمعت عيناها وبكت وحسرت عن رأسها وإذا بها قد حلقت شعرها وباعته لتشتري طعاما لزوجها عليه السلام ومرت الأيام
وضاق الحال وكان في يوم من الأيام يريد أن يذهب إلى الخلاء وكان إذا أراد الخلاء يستعين بعد الله بزوجته تحمله حتى يقضي حاجته فنادى عليها فلم تجب لم تكن قريبة منه ولم تسمعه فضاق به الحال وعسر به الأمر فما كان منه إلا أن مد يديه إلى السماء
وقال تلكم الكلمة المشهورة رب إني (مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فمباشرة قال الله (فاستجبنا له ) وأوحى إليه
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم ياكاشف الضر والبلوى مع السقم قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا وأنت ياحي ياقيوم لم تنم أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا فارحم دعائي بحق البيت والحرم إن كان جودك لايرجوه ذو سفه فمن يجود على العاصين بالكرم
...............................................
خلاصة البحث
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا) [ص: 41]، اذكر عبدنا ورسولنا أيوب عليه السلام مثني عليه، ورافعًا لقدره حين ابتلاه الله عز وجل بهذا البلاء الشديد فوجده صابرًا، وراضيًا عليه السلام، وذلك أن الشيطان تسلط عليه، وتسبب في ابتلاء في جسد هذا النبي الشريف، وامتحن، فتقرح قروحًا عظيمة، واشتد بلاؤه مدة طويلة،
والله سبحانه وتعالى لم يذكر لنا ابتلاؤه بالتفصيل،
قال:
( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) [الأنبياء: 83].
الضر من جميع الجهات ضرر في بدنه وماله وأهله،
اجتمعت على أيوب أصناف البلاء لم يكن في جهة واحدة، وإنما كان في جهات متعددة هذا الابتلاء،
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا) [ص: 41]، اذكر عبدنا ورسولنا أيوب عليه السلام مثني عليه، ورافعًا لقدره حين ابتلاه الله عز وجل بهذا البلاء الشديد فوجده صابرًا، وراضيًا عليه السلام، وذلك أن الشيطان تسلط عليه، وتسبب في ابتلاء في جسد هذا النبي الشريف، وامتحن، فتقرح قروحًا عظيمة، واشتد بلاؤه مدة طويلة،
والله سبحانه وتعالى لم يذكر لنا ابتلاؤه بالتفصيل،
قال:
( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) [الأنبياء: 83].
الضر من جميع الجهات ضرر في بدنه وماله وأهله،
اجتمعت على أيوب أصناف البلاء لم يكن في جهة واحدة، وإنما كان في جهات متعددة هذا الابتلاء،
واختلف العلماء كم سنة لبث أيوب في البلاء؟
فقيل: سبع، وقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: ثماني عشرة سنة، وقيل: أربعين،
فقيل: سبع، وقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: ثماني عشرة سنة، وقيل: أربعين،
رجح ابن حجر رحمه الله أن مدة بلاءه ثلاث عشرة سنة.
وهناك رواية صحيحة تدل على أنه لبث في البلاء ثماني عشرة سنة.
قال ابن حجر رحمه الله: وأصح ما ورد ما رواه ابن حبان وصححه الحاكم عن الزهري عن أنس:
"أن أيوب -عليه السلام- ابتلي فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد"، انفض الناس بسبب البلاء، خصوصًا إذا كان الواحد قد أصيب بتقرح، وجروح في بدنه، تقيحت الجراحات، وصار المنظر مقززًا، والرائحة كريهة، المهم الناس انفضوا عنه، ولم يعودوا يريدون الجلوس إليه، صار المنظر مؤلماً، لا يطيق أن يراه أحد، ولا يقترب منه أحد، قال: "فرفضه القريب والبعيد"، إذًا ابتلاء أيوب عليه السلام لم يكن فقط في الآلام الجسدية، آلام نفسية حتى تتمثل في انفضاض الناس عنه، وابتعادهم عنه، وعدم رغبتهم فيه من هذا البلاء الذي أصابه، قال: "فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان" يعني للخدمة والمساعدة والإعانة، فقال: "أحدهما للآخر يوم من الأيام لقد أذنب أيوب ذنبًا عظيمًا، وإلا لكشف عنه هذا البلاء" يعني: ما هذا الذي نزل به إلا أن يكون أذنب ذنبًا عظيمًا، فذكره الآخر لأيوب فازداد حزنًا، صار حتى هؤلاء الاثنين أقرب الناس واحد منهما يظن أيوب هذا عمل معصية شنيعة جدًا، ولولا ذلك ما جاءه هذا البلاء، فحزن ودعا الله حينئذ، فخرج لحاجته، وأمسكت امرأته بيده، فلما فرغ أبطأت عليه، كانت تساعده إلى أن يقوم حتى لو أراد أن يقضي حاجته، لا بدّ أن يمسك به، فأبطأت عليه في الرجوع لتأخذه، فرغ فضرب برجله الأرض، فنبعت عين فاغتسل منها، فرجع صحيحًا، فجاءت امرأته، فلم تعرفه، فسألته عن أيوب، رأت أمامها شخصًا سويًا سليما صحيحًا، فسألته عن أيوب أين أيوب؟ قال: إني أنا هو، وكان له أندران: أحدهما للقمح، والآخر للشعير، فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض، وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض.
[تفسير ابن أبي حاتم: 14562، وابن حبان: 2898، فتح الباري: 6/421].
[تفسير ابن أبي حاتم: 14562، وابن حبان: 2898، فتح الباري: 6/421].
وأورد العلامة الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة قريبًا من هذا الحديث.
وفيه أن أيوب لبث في البلاء ثمانية عشرة سنة، ونص الرواية: أن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم
(لبث به بلاؤه ثمانية عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كان يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه ذات يومًا: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك قال منذ ثمانية عشرة سنة لم يرحمه الله، فيكشف ما به، فلما راح إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له )،
الذي سمع الكلام ما استطاع أن يمنع نفسه، ونقل الكلام الذي قاله له صاحبه إلى أيوب عليه السلام،
(فقال أيوب: لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان، فيذكران الله )
لأن في المنازعة الواحد يحلف والله والله،
( فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق، قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ .)
الذي سمع الكلام ما استطاع أن يمنع نفسه، ونقل الكلام الذي قاله له صاحبه إلى أيوب عليه السلام،
(فقال أيوب: لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان، فيذكران الله )
لأن في المنازعة الواحد يحلف والله والله،
( فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق، قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ .)
يعني: يرجع إلى البيت،
(فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحي إلى أيوب أن
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) [ص: 42]،
فاستبطأته فتلقته تنظر، وقد أقبل عليها، قد أذهب اللهما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله ما رأيت أشبه منك إذا كان صحيحًا، فقال: فإني أنا هو، وكان له أندران أي: بيدران، أندر للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض، الفضة )
فاستبطأته فتلقته تنظر، وقد أقبل عليها، قد أذهب اللهما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله ما رأيت أشبه منك إذا كان صحيحًا، فقال: فإني أنا هو، وكان له أندران أي: بيدران، أندر للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض، الفضة )
[رواه ابن حبان: 2898، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 17].
هذه القصة الصحيحة تبين ما عانى أيوب عليه السلام منه مدة ثمانية عشر عامًا، فلما نادى الله، وتضرع إليه،
وعلم ألا ملجأ من الله إلا إليه.
وقيل له:( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) [ص: 42]
ما معنى اركض برجلك؟ يعني: ادفع برجلك، اضرب برجلك، فنبعت العين التي اغتسل منها، وشرب، وذهب عنه الضر، والأذى، وشفاه الله، ( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 284].
ما معنى اركض برجلك؟ يعني: ادفع برجلك، اضرب برجلك، فنبعت العين التي اغتسل منها، وشرب، وذهب عنه الضر، والأذى، وشفاه الله، ( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 284].
وفي القرآن ضربات بسببها نبع الماء بأمر الله من ذلك ضربة أيوب هذه، ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) [ص: 42] ، نبع الماء.
الثانية: لما ضرب موسى الحجر فتفجر منه اثنتا عشرة عينًا.
الثالثة: وردت في السنة في قصة هاجر وإسماعيل، عندما ضرب جبريل بعقبه، أو بجناحه مكان زمزم، فنبع الماء بضربة من جبريل عليه السلام، النبي عليه الصلاة والسلام معجزته أعظم من هذا لأن الماء نبع ليس من حجر، ولا من الأرض، نبع من بين عصب ودم ولحم وجلد، نبع من يده الشريفة، من بين أصابعه، الماء يخرج من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام، وهذا أعجب لا شك، والمعجزة فيه أكبر.
ضرب أيوب برجله الأرض، فنبع الماء، وقال الله له: ( هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) [ص: 42]، يغتسل منه ويشرب منه، وهذا الماء النابع من الأرض في العادة يكون ساخنًا، لكن هذه المرة كان باردًا بأمر الله عز وجل لأن المياه إذا كانت جوفية، وخرجت يكون فيها من حرارة الأرض، لكن هذه بأمر الله تعالى خرجت باردة، فاغتسل منه، وشرب منه، وذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره بقدرة الله عز وجل وإرادته.
وجاء بسند حسن عن قتادة رحمه الله اضرب برجله الأرض فإذا عينان تنبعان، فشرب من إحداهما، واغتسل من الآخر، قال مقاتل: "نبعت عين حارة، فاغتسل فيها، فخرج صحيحًا، ثم نبعت عين أخرى فشرب منها ماء عذبًا"، وقيل أمر بالركض بالرجل ليتناثر عنه الداء الذي في جسده". [تفسير القرطبي: 15/211]، والمغتسل الماء الذي يغتسل به.
قال ابن كثير رحمه الله: اضرب الأرض برجلك، فامتثل للأمر عليه السلام، فأنبع الله عينًا باردة، أنبعها بالماء، وأمره أن يغتسل فيها، ويشرب منها، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى، والسقم، والمرض الذي كان في جسده، وأبدله الله بدلا من ذلك صحة ظاهرة وباطنة، وجمالاً تامًا، ومالا كثيرًا، حتى صب المال صبًا عليه ربه -سبحانه وتعالى- مطرًا عظيمًا جرادًا من ذهب. [تفسير ابن كثير: 7/74].
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( بينما أيوب يغتسل عريانًا خر عليه رجل جراد من ذهب رجل يعني: شيء كثير، فجعل يحثي في ثوبه، فناداه ربه، يا أيوب: ألم أكن أغنيتك عما ترى، قال: بلى يا رب، ولكن لا غني لي عن بركتك )
[رواه البخاري: 3391]،
يعني: وهذه زيادة، وأنا زيادة لا غني لي عنها، وزيادة الخير خيرين.
[رواه البخاري: 3391]،
يعني: وهذه زيادة، وأنا زيادة لا غني لي عنها، وزيادة الخير خيرين.
ووقع من طريق بشير بن نهيك عن أبي هريرة: "لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادًا من ذهب".
[رواه الحاكم في المستدرك: 4116، وقال: على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي].
( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ ) [ص: 43] قال بعض المفسرين: أحياهم الله له لأنهم ماتوا وهلكوا من قبل.
وقال الحسن وقتادة: أحياهم الله بأعيانهم، وزاده مثلهم. [تفسير النيسابوري: 6/385].
وقال القاسمي في تفسيره: "جمعهم الله إليه بعد تفرقهم" [تفسير القاسمي: 8/262]،
وقضية الإحياء هذه فيها نظر، فإنه ليس عندنا دليل أنهم ماتوا، لكن ممكن أنهم تفرقوا عنه، انفضوا عنه فيمن انفض، ولم تبق إلا تلك الزوجة الوفية، فرد الله إليه أهله ومثلهم معهم، وآتاه الله مزيدًا من الأهل مضاعفًا، وأذهب الله تعالى مرضه النفسي، والجسدي، وفقره، وأذهب فقده لأهله، فرجعوا إليه، ومثلهم معهم، وأعطاهم المال العظيم، والأولاد، والصحة، وبارك له فيما (آتاه رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ) [الأنبياء: 84]، بأيوب عليه السلام حيث صبر فاستحق هذا الفرج.
....
وقد ذكر أهل التواريخ والتفاسير:
أن أيوب كان رجلاً كثير المال، وأنه كان عنده أنعام، وعبيد، ومواشي، وأراضي إلى آخره، وكان له أولاده وأهلون كثر حتى حل
به البلاء، وفقد الأموال، وفقد الأهل، وابتعد عنه الناس، وانفضوا،
وليس بسهل على الإنسان أن يكون عنده كل هذا ثم بعد ذلك يصبح وحيدًا فريدًا طريدًا، لا يأتيه أحد إلا في النادر، وطال مرضه حتى عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده، بل قيل: إنه ألقي خارجًا في مكان موحش، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه إلا زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها، وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه، وتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، وتقوم بمصلحته حتى ضعف حالها هي الأخرى، وقل مالها حتى كانت تخدم الناس بالأجرة لتطعم زوجها، وهي صابرة معه على ما حل به من فراق المال والولد، والمصيبة، وضيق ذات اليد، والعمل عند الناس، والتعب، وترجع تتعب مع الزوج هذا، ومع ذلك لم يزدها إلا إشفاقًا وصبرًا، ولم يزد هذا أيوب إلا احتسابًا وحمدًا وشكرًا"
[البداية والنهاية: 1/221]، حتى أن المثل يضرب به، يقال: صبر أيوب....
[البداية والنهاية: 1/221]، حتى أن المثل يضرب به، يقال: صبر أيوب....
وكذلك وجدنا
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ فِي بَلَائِهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ ، إِلَّا رَجُلَانِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا مِنْ أَخَصَّ إِخْوَانِهِ ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَتَعْلَمُ ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ ، قَالَ صَاحِبُهُ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفُ عَنْهُ . فَلَمَّا رَاحا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ أَيُّوبُ : لَا أَدْرِي مَا يَقُولُ ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرِّجْلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ ، فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلَّا فِي حَقٍّ ) إلى آخر الحديث .
رواه أبو يعلى في " المسند " (6/299)، وابن حبان في " صحيحه " (7/159)، والحاكم في " المستدرك " (2/635).
وصححه ابن حبان ، وقال الحاكم : " على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، ونص عليه الذهبي أيضا في " التلخيص "، ووصفه ابن حجر في " فتح الباري " (6/421) بأنه أصح ما في الباب ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/17) ،
وأعله بعض العلماء ، انظر : " أحاديث معلة ظاهرها الصحة " (ص/54)، وانظر " البداية والنهاية " (1/254-259)...
وللمزيد العودة إلى موقع الإسلام سؤال وجواب
وكذلك وجدنا
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" قوله تعالى : ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) [ص: 44]
وذلك أن أيوب عليه السلام كان قد غضب على زوجته ، ووجد عليها في أمر فعلته .
قيل: إنها باعت ضفيرتها بخبز ، فأطعمته إياه ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق