تسأل عن صحة التالي
الليلة ليلة ٢٧ من رجب .. ليلة الإسراء والمعراج ليلة غُسلت فيها أحزان الحبيب ﷺ بعد عام الحزن اللهم كما جعلتها ليلة دخول الفرح والسرور على قلبه الشريف ﷺ بعد أن طال حزنه فاجعلها ليلة فرح وسرور على أمته خفف اللهم آلامها.. واشفي بفضلك سقامها.. وارفع عنها ما حل بها من أذية وبلية.. اللهم قد وعدت نبيك في كتابك العزيز "ولسوف يعطيك ربك فترضى" فأريه يالله في أمته ما يسره
.............................................................
خلاصة البحث
وجدنا السؤال التالي
ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج , وهي ليلة السابع والعشرين من رجب ؟.
وكان من ضمن الإجابة
لا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
......
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ،
لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره
، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ،
ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات
ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها , لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء , ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل , ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير ، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، عُلِمَ أن الاحتفال بها ، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله , قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة-3 : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) وقال عز وجل في سورة الشورى-21 : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) .
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع ، والتصريح بأنها ضلالة ، تنبيها للأمة على عظم خطرها ، وتنفيرا لهم من اقترافها .
ومن ذلك : ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
وكذلك وجدنا
وقال ابن القيم رحمه الله :
" سُئِلَ شيخُ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل قال : ليلةُ الإِسراء أفضلُ مِن ليلة القدر ، وقال آخر : بل ليلةُ القدر أفضلُ ، فَأَيُّهُما المصيبُ ؟
فأجاب : الحمدُ للَّهِ ، أما القائلُ بأن ليلة الإِسراء أفضلُ مِن ليلة القدر :
فإن أراد به أن تكونَ الليلةُ التي أسري فيها بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونظائِرُها مِن كل عام أفضلَ لأمَّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن ليلة القدر بحيث يكونُ قيامُها والدعاءُ فيها أفضلَ منه في ليلةِ القدر : فهذا باطل ، لم يقله أحدٌ من المسلمين ، وهو معلومُ الفساد بالاطِّراد من دين الإِسلام .
هذا إذا كانت ليلةُ الإِسراء تُعرف عينُها ، فكيف ولم يقمْ دليلٌ معلوم لا على شهرها ، ولا على عَشْرها ، ولا على عينِها ،
بل النقولُ في ذلك منقطعةٌ مختلفة ، ليس فيها ما يُقطع به ،
ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيصُ الليلة التي يُظن أنها ليلة الإِسراء بقيام ولا غيره ،
بخلاف ليلة القدر، ولا يُعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإِسراءِ فضيلةً على غيرها ، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابةُ والتابعون لهم بإحسان يقصدُون تخصيص ليلة الإِسراء بأمر من الأمورِ ، ولا يذكرونها ، ولهذا لا يُعرف أي ليلة كانت ، وإن كان الإِسراءُ مِن أعظم فضائله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومع هذا فلم يُشرع تخصيصُ ذلك الزمانِ ، ولا ذلك المكانِ بعبادة شرعية ، ولا خصَّ اليومَ الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرِها ، ولا خصَّ المكانَ الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا الزمانَ بشيء ، ومن خص الأمكنَة والأزمنَة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان مِن جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمانَ أحوال المسيح مواسمَ وعبادات ، كيوم الميلاد ، ويوم التعميد ، وغير ذلك من أحواله " انتهى باختصار من " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1/56-58) .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (60288) ، (105456) .
والله أعلم .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (60288) ، (105456) .
والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق