تسأل عن ما يلي
سنة مهجورة
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولًا بعد أن يسلم من الوتر من الليل إلا
( سبحان الملك القدوس ،سبحان الملك القدوس ، ثم يمد الثالثة سبحان الملك القدوس)
هذا هو الدعاء المأثور أما ما يفعله كثير من الأخوة والأخوات اليوم
( استغفر الله استغفر الله استغفر الله ) هذا يكون بعد الفرض وليس بعد الوتر.
..............................................................
خلاصة البحث
*صححه الألباني*
عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي *الْوِتْرِ* :
( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكِ الْأَعْلَى ) ، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ،
*فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، يَرْفَعُ بِالثَّالِثِ صَوْتَهُ .*
رواه أبوداود الطيالسي في " المسند " (1/441) ، وابن الجعد في " المسند " (1/86) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " (2/93) ، والإمام أحمد في " المسند " (24/72) ، وغيرهم ، بطرق كثيرة، وصححه غير واحد من المحدثين والمحققين ، كابن الملقن ، والألباني ، والشيخ مقبل الوادعي ، ومحققي طبعة الرسالة لمسند أحمد ، وغيرهم . ...
وهكذا لم نجد لدى أحد من أهل العلم القول باستحباب ( سبحان الملك القدوس ) في غير صلاة الوتر .
وكذلك وجدنا سؤال
هل ينبغي أن نستغفر الله مباشرة بعد التسليم من الصلاة سواء كانت مكتوبة أو سنة أو صلاة تهجد أو فرض أو السنن الرواتب ؟
وكان من ضمن الإجابة
الاستغفار بعد الصلوات المكتوبات ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما روى مسلم (1362)
عن ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ
( اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ) .
ومذهب جمهور العلماء أن هذا الاستغفار والثناء على الله بعده خاص بصلاة الفريضة ، فلا يقال عقب النافلة .
لكن هناك استغفارا مشروعا بعد كل العبادات ، على جهة العموم .
وقد أمر الله تعالى به بعد الإفاضة من مزدلفة في الحج ، وبعد قيام الليل ، ودلت السنة على مشروعيته بعد الوضوء ، وبعد مجالس الذكر ، وفي مواضع أخرى ...
وهو استغفار عن التقصير في أداء العبادة . قال تعالى :
( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ *
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة/198-199 ....
وقد أثنى سبحانه وتعالى على المشتغلين بالاستغفار بعد التهجد ،
فقال تعالى : ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات: 17، 18...
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى نافلة الضحى ، ثم أتبعها بالاستغفار .
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضُّحَى ثُمَّ قَالَ:
( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ، حَتَّى قَالَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ .
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (619) ، ...
والحاصل :
أن الاستغفار مشروع ، في الجملة ، بعد الطاعات ، لما قد يقع من العبد من التقصير فيها ؛ فلا بأس بالاستغفار بعد صلاة النافلة ، ولا حرج أن يكون ذلك بصيغة الاستغفار المعروفة بعد الفريضة : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، ونحو ذلك ؛ بل هي أولى من غيرها بهذا المقام .
والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق