السبت، نوفمبر 03، 2018

درجة حديث ( من صلى أربعا بعد العشاء كن كقدرهن من ليلة القدر)


تسأل عن ماورد هنا

سنة عظيمة مهجورة ...
 أربع ركعات بعد العشاء يعدلن بمثلهن من ليلة القدر !!
 عن عبد الله بن عمرو قال : «مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَعْدَ الْعِشَاءِ كُنَّ كَقَدْرِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ».

 وهذا إسناد صحيح جدًا على شرط الشيخين، وهو وإن كان موقوفا على عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، لكن حكمه كحكم المرفوع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يقال بالرأي والاجتهاد، وإنما هو من الأخبار الغيبية التي لا تقال إلا بتوقيف
 من النبي صلى الله عليه وسلم .  
ينظر : مصنف ابن أبي شيبة

 وعن عائشة قالت : «أَرْبَعٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ يُعْدَلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ». 
 إسناد صحيح على شرط الشيخين .
ينظر : في مصنف ابن أبي شيبة 

 وعن عبد الله بن مسعود قال : 

«مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَعْدَ الْعِشَاءِ لاَ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ عُدِلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ». 

هذا سند صحيح إلى عبد الله بن مسعود  وحكمه كالمرفوع *
وهو نص على أنها تصلى بتسليمة واحدة وهذه فائدة عزيزة جدًا فشد يديك عليها*

وقال العلامة الألباني رحمه الله :
( لكن الحديث قد صح موقوفاً عن جمع من الصحابة ؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف (2/ 72/ 1) " ،
 وابن نصر أيضاً عن عبد الله بن عمرو قال : من صلى بعد العشاء الآخرة أربع ركعات؛ كن كعدلهن من ليلة القدر .
وإسناده صحيح .
 ثم أخرج ابن أبي شيبة مثله عن عائشة ، وابن مسعود ، ومجاهد ، وعبد الرحمن بن الأسود موقوفاً عليهم. والأسانيد إليهم كلهم صحيحة - وهي وإن كانت موقوفة ؛ فلها حكم الرفع، لأنها لا تقال بالرأي ؛ كما هو ظاهر). أهـ

وقال الشيخ عبد المحسن العباد: 
 صح عن جمع من الصحابة عن عائشة رضي الله عنها، وعن ابن مسعود رضي الله عنه وعبدالله بن عمرو عند ابن أبي شيبة بسند صحيح. 

وقال بعض أهل العلم إن جزم الصحابي به يدل على أنه مرفوع، لأن مثل هذا لايقال بالرأي، خاصة مثل هذا الفضل العظيم وهذا  التخصص بهذا الوقت بهذه الركعات وهذا الوقت لا يكون من قبل الرأى؛ ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية أربع ركعات بعد العشاء. .
 وقد ذكر الحنابلة كما في كشاف القناع : أنه يستحب أن يصلي أربع ركعات، وينبغي أن يعلم أن 
هذه الأربع ليست من سنن الرواتب، ولا من قيام الليل بالمعنى الخاص، وإنما هي نفل مطلق ليست من راتبة العشاء،  
والأفضل أن تصلى هذه الأربع بتسليمة واحدة، لما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه، ويستحب أن يداوم على ذلك حتى يظفر بهذا الأجر العظيم المذكور في هذه الآثار .

 وممن عمل بهذا الحديث:
 علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،وسعيد بن جبير وهو أجلّ أصحاب عبد الله بن عباس.
ولا بد أن يكون هناك من السلف من عمل بهذا الحديث لم نعرفهم، لأن الله تعالى لم يتعهد لنا بحفظ أسماء كل من عمل بنص ما من كتاب أو سنة وإنما تعهد بحفظهما فقط .

مصنف ابن أبي شيبة .

.......................................................

خلاصة البحث

أولًا :

دلت السنة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم على مشروعية صلاة أربع ركعات بعد صلاة العشاء ، 
ولذلك اتفق العلماء على مشروعية هذه الصلاة بعد العشاء ، سواء صح في فضلها حديث خاص أم لم يصح . 
وذهب فقهاء الحنفية إلى عد هذه الأربع ركعات بعد العشاء سنة راتبة بعدية ، كما في " فتح القدير " (441/1-449) . 
لكن الأظهر - والله أعلم - أنها نافلة مطلقة من جملة قيام الليل ، كما سماها ابن قدامة في " المغني " (2/96) " صلاة تطوع " . 

ثانيًا: وجدنا هذه الآثار

الأثر الأول : 
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : " مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَعْدَ الْعِشَاءِ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ، عَدَلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ " .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/127) قال : حدثنا وكيع ، عن عبد الجبار بن عباس ، عن قيس بن وهب ، عن مرة ، عن عبد الله به . 
وهذا إسناد جيد متصل.


الأثر الثاني :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : " مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَعْدَ الْعِشَاءِ كُنَّ كَقَدْرِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ " .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/127) قال : حدثنا ابن إدريس ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو به .
قلنا : وهذا إسناد رواته ثقات ، إلا أنه اختلف في سماع مجاهد من عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال البرديجي : روى مجاهد عن أبى هريرة وعبد الله بن عمرو ، وقيل : لم يسمع 
منهما . انظر " تهذيب التهذيب " (10/43) .


الأثر الثالث :
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " أَرْبَعٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ يَعْدِلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ " .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/127) قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن العلاء بن المسيب ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عائشة به . 
وهذا الإسناد رواته ثقات ، ولكننا لم نقف على مَن ذَكَرَ عبد الرحمن بن الأسود في شيوخ العلاء بن المسيب .

الأثر الرابع :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : 
" مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُنَّ يَعْدِلْنَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ " .
رواه محمد بن الحسن الشيباني – كما في " الآثار " (1/292) - عن شيخه الإمام أبي حنيفة ، حدثنا الحارث بن زياد أو محارب بن دثار – الشك من محمد – عن ابن عمر به . 
وهذا إسناد ضعيف لوقوع الشك والتردد ، فالحارث بن زياد لم نقف له على ترجمة ، ولكن قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" هو عَن محَارب بِلَا شكّ ... وَأما الْحَارِث بن زِيَاد فَلم أر فِيمن يروي عَن ابْن عمر لَهُ ذكرا " انتهى من " الإيثار بمعرفة رواة الآثار " (ص/57) ...




ثالثًا: 


الخلاصة 

أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي أربع ركعات بعد العشاء ، 

وأما الأحاديث المرفوعة الواردة في فضلها فكلها ضعيفة ضعفا شديدا ، 

أمثلها وأقواها حديث ابن عمر على ضعفه .

وأما الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين فهي دليل على عمل السلف بهذه السنة ،

 وانتشارها فيهم ؛ فهي من قيام الليل الوارد فضله في الكتاب والسنة في عشرات الأدلة ،

 وأما القول بأنها تعدل الصلاة في ليلة القدر فهذا مما يتوقف في شأنه ، 

خاصة وأنه قد ورد من كلام كعب الأحبار ، وقد كان كعب يتوسع في الإخبار عن هذه الشريعة بما يقايسه من كتب أهل الكتاب ، فنخشى أن يكون هذا الفضل مصدره كعب الأحبار ، ومن أخذه عنه من الصحابة إنما فعل ذلك لتعلقه بفضائل الأعمال التي يرجى ثوابها ، ولا يضر العمل بها .
وقد ذهب الشيخ الألباني رحمه الله إلى منح هذه الآثار " حكم الرفع "، مما يجيز الاحتجاج بها والعمل بما جاء فيها
حيث يقول رحمه الله :" الحديث قد صح موقوفاً عن جمع من الصحابة ... ثم أخرج ابن أبي شيبة مثله عن عائشة ، وابن مسعود ، وكعب بن ماتع ، ومجاهد ، وعبد الرحمن بن الأسود موقوفاً عليهم ، والأسانيد إليهم كلهم صحيحة - باستثناء كعب -، وهي وإن كانت موقوفة ؛ فلها حكم الرفع ؛ لأنها لا تقال بالرأي كما هو ظاهر " انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (رقم/5060) .
والله أعلم .




وكذلك وجدنا

بحثها بعض المحققين المعاصرين وخلص إلى أنه لا يصح فيها حديث مرفوع

د.رائد السليم @raeedalsleem عضو هيئة التدريس بقسم السنة جامعة القصيم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق