الجمعة، مارس 01، 2019

حديث أسماء رضي الله عنها وافدة النساء


تسأل عن حديث

جاءت أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية - رضي الله عنها - الملقبة بـ خطيبة النساء، جاءت إلى رسول الله  ﷺ ، فقالت: " يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إنَّ اللهَ بعثك للرجال وللنساء كافة فآمنا بك وبإلهك ، وإنَّـا معشر النساء محصوراتٌ، مقصوراتٌ مخدوراتٌ، قواعدُ بيوتكم، وحاملاتُ أولادكم، وإنَّكم معشرَ الرجال فُضِّلتُم علينا بالجُمَع والجماعات، وفُضِّلتُم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفُضِّلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظمُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسنا في بيوتكم نحفظُ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزلُ ثيابكم، فهل نشاركُكم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر ؟ فالتفت   بجملته وقال: هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة ؟ ) قالوا: يارسولَ الله ما ظننا أنَّ امرأةً تسألُ سؤالَها، فقال النبي  ﷺ : ( يا أسماءُ ، افهمي عني، أخبري من وراءك من النساء أنَّ حُسنَ تبعلِ المرأة لزوجها، وطلبَها لمرضاته، واتباعَها لرغباته يعدِلُ ذلك كله )فأدبرت المرأةُ وهي تُهلِّلُ وتُكبِّرُ وتُردِّدُ: يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله.
فليسمع دعاة مساواة المرأة بالرجل - والذين يريدون ان يجعلوا المرأة سلعة مبتذلة - هذا التوجيه النبوي، وليفقه هذا نساء المؤمنين،


.......................................................

خلاصة البحث


وجدناه بلفظ آخر في هذا السؤال 


ما صحة قصة أسماء بنت يزيد التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مكانة المرأة في حضور جمع من الصحابة ؟ فقد بحثت عن هذه القصة في بعض المواقع ، لكني أخشى أن تكون قصة مزيّفة لُفِّقت فقط لرفع معنويات المرأة .


والإجابة فيها بعض التفصيل نرجو الإطلاع عليها

الحمد لله

* روى ابن أبي الدنيا
في "النفقة على العيال" (528) وفي "مداراة الناس" (173) وابن بشران في "أماليه" (11) 


من طريق عَبْد الْمُتَعَالِ بْن طَالِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْك ، يَا رَسُولَ اللَّهِ : رَبُّ الرِّجَالِ وَرَبُّ النِّسَاءِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَآدَمُ أَبُو الرِّجَالِ وَأَبُو النِّسَاءِ ، وَحَوَّاء أُمُّ الرِّجَالِ وَأُمُّ النِّسَاءِ ، وَبَعَثَكَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، فَالرِّجَالُ إِذَا خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلُوا فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، وَإِذَا خَرَجُوا فَلَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَنَحْنُ نَخْدُمُهُمْ وَنحْبِسُ أَنْفُسَنَا عَلَيْهِمْ ، فَمَاذَا لَنَا مِنَ الْأَجْرِ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( أَقْرِئِي النِّسَاءَ مِنِّي السَّلَامَ وَقُولِي لَهُنَّ: إِنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ تَعْدِلُ مَا هُنَالِكَ ، وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ تَفْعَلُهُ ) .
وهذا إسناد جيد موصول :
- محمد بن علي هو أبو جعفر الباقر ، غني عن التعريف ، وهو ثقة فاضل .
"تقريب التهذيب" (ص 497) .
- الحجاج بن دينار ، وثقه ابن المبارك ، وزهير بن حرب ، وأبو داود ، وابن عمار ، وابن المديني ، ويعقوب بن شيبة ، والعجلي ، وقال أحمد ليس به بأس ، وقال ابن معين صدوق ليس به بأس ، وقال أبو زرعة صالح صدوق مستقيم الحديث لا بأس به ، وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال الترمذي ثقة مقارب الحديث ، وقال ابن خزيمة في القلب منه ، وقال الدارقطني ليس بالقوي ، وقال عبدة بن سليمان ثنا حجاج بن دينار وكان ثبتا وذكره ابن حبان في الثقات.
"تهذيب التهذيب" (2 /176-177)
- أبو إسماعيل المؤدب ، قال أحمد ليس به بأس ، وقال ابن معين والنسائي ليس به بأس ، وقال العجلى والدارقطني ثقة.
"التهذيب" (1 /108)
- عبد المتعال بن طالب ، وثقه ابن معين ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو حاتم ، والدارقطني ، وابن حبان ، وهو من شيوخ البخاري في صحيحه .
وقد حسن هذا الحديث الدكتور نجم عبد الرحمن خلف في تحقيق كتاب "العيال" .



*ورواه البزار في "مسنده" (5209)

من طريق مَنْدَل بن عليّ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيب، عَن أَبيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فَقَالَتْ : يَا رَسولَ اللهِ إِنِّي وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ هَذَا الْجِهَادُ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى الرِّجَالِ فَإِنْ نَصِبُوا أُجِرُوا، وَإن قُتِلُوا كَانُوا أَحْيَاءً عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وَنَحْنُ مَعَاشِرَ النِّسَاءِ نَقُومُ عَلَيْهِمْ فَمَا لَنَا مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم:
( أَبْلِغِي مَنْ لَقِيتِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ وَاعْتِرَافًا بِحَقِّهِ يَعْدِلُ ذَلِكَ وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ مَنْ يَفْعَلُهُ ).
وهذا إسناد ضعيف ، مندل بن علي ضعيف ، ضعفه أحمد وغيره "ميزان الاعتدال" (4/180) 
ورشدين بن كريب ، قال أحمد والبخاري منكر الحديث ، وضعفه ابن المديني وغيره .
"ميزان الاعتدال" (2/51) .
وله شاهد 
يرويه البيهقي في "الشعب" (8369) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/363) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص76)
من طريق العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبو سعيد الساحلي نا مسلم بن عبيد عن أسماء بنت يزيد به .
والساحلي مستور الحال ؛ فإسناد حديثه ليّن ، إلا أنه لا بأس به في الشواهد والمتابعات .
هذا .

وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله
في "الضعيفة" (5340) ، (6242) وفي "ضعيف الترغيب" (1213) ،
إلا أنه لم يتعرض عند تحقيقه لطريق ابن أبي الدنيا ، وقد قدمنا أن إسناده حسن .

والخلاصة :

أن حديث جابر المذكور أولا : إسناده حسن . 

وللحديث شواهد من حديث ابن عباس ، وأسماء بنت يزيد ،لكنها لا تخلو من ضعف . 

والله تعالى أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق