الجمعة، نوفمبر 22، 2019

مخالفات قولية عند نزول المطر ، أ. د. أحمد الباتلي.


تسأل عن ما ورد هنا

 مخالفات قولية عند نزول المطر 
 كتبها: أ. د. أحمد بن عبدالله الباتلي.

تنتشر بعض العبارات التي تعد من المناهي اللفظية في وسائل التواصل عند نزول المطر ؛ فينبغي التنبيه عليها ، والتحذير منها، وهي :-
١- الدعاء بنزول الغيث على القبور وأهلها كقولهم :
اللهم أمطر على قبور موتانا .
اللهم كماسقيت الارض بمطرك اسق قبورهم .
•عسى المطر يسقي ضيوف المقابر 
•ويغفر ذنوب أحبابنا والقرابة  .... 
هذه الأبيات وهذه الأدعية  فيها شرك والله أعلم 
إذ كيف المطر يغفر الذنوب وكيف يسقي القبور؟!!
& والميت في قبره لاينتفع بالمطر؛ 
الذي ينفعه الدعاء والصدقات ونحوها ...
ووقت نزول المطر من مواطن الإجابة في الدعاء

* قال صلى الله عليه وسلم : (ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء ، وتحت المطر )
-رواه الحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 3078)


٢- قولهم : انشقت السماء ، 
ومن المعلوم أن السماء لاتنشق إلا يوم القيامة ؛
قال تعالى ( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ )


٣- قولهم : جاءنا مطر جور !! 
والجور هو الظلم ، وهذا لايجوز في وصف نعمة الله.
فالمطر رحمة من الله ( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ)
وكان عليه الصلاة والسلام يقول إذا نزل المطر : (رحمة) .مسلم
وكان يقول: (مطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله) . البخاري .

٤- قولهم : سيل جبار ، وهذا فيه عدم توقير فضل الله علينا ( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا)

٥- قولهم : ماندري من وين جاء هذا المطر ؟!!
وهذا سؤال لايليق ، قال الله تعالى  (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لكم منه شراب )

٦- قولهم : جاءنا مطر ماهوب صاحي !!
وهذا لايجوز في حق الله الذي امتن على عباده بقوله: (وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا )

٧- يقول بعضهم : خرب علينا المطر ، 
وهذا من سب المطر ولايجوز، والناس تفرح به وتستبشر بنزوله ؛ قال تعالى :
( فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)

٨ -عيد السيل ، وهذه مناسبة يجتمع فيها بعض الناس ، ويحضرون بعض الأكلات الشعبية ويسمونها ( عيد السيل ) وهذه تسمية مُحدثة ، يُخشى مع الأيام أن يظن أنها مشروعة !!

٩- زفة السيل : وهذه لاتنبغي ؛ وليست من شكر النعمة ، والمطر يُستقبل بالدعاء المشروع .

١٠- يقول بعضهم : ليش ماجانا مطر ؟!!
وهذا فيه اعتراض على قدر الله عزوجل ،
قال تعالى :( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ ).

-عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عَنْهُمَا قَالَ : "مَا مِنْ عَامٍ بِأَقَلَّ مَطَرًا مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ
ثم تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ) .
رواه الحاكم في "مستدركه" (3520) ، 
وقال "صحيح على شرط الشيخين "ووافقه الذهبي .

•وعن ابن مسعود يرفعه قال : "ليس من سنة بأمطر من أخرى ، و لكن الله قسم هذه الأرزاق ، فجعلها في السماء الدنيا ، ينزل منه  كل سنة بكيل معلوم
‏‎، و إذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم ، فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي و البحار " 
ذكره السيوطي في " الدر المنثور " ( 5 / 73 ) وعزاه للخرائطي في {مكارم الأخلاق}.
قلت : وهذان لهما حكم الرفع ؛ لأنها لا تقال من قبيل الرأي و الاجتهاد ، 

ويستفاد من ذلك : أن كمية المطر في كل عام واحدة لكن تصريفه يختلف على البلدان .


١١- يقول بعضهم :لاتقولوا المطر ؛ 
وقولوا : الغيث ..!!!
ويستدلون على ذلك بأن المطر ومشتقّاته يُذكر غالباً في القرآن الكريم؛ حين يُذكرالعذاب والعقاب للأقوام الكافرة ؛ والغيث يذكر للرحمة والخير ...؛ وهذه ليست على إطلاقها ؛
والصحيح انه لافرق بينهما ؛
لحديث ( مطرنا بفضل الله ورحمته ) البخاري .
وكثيراً ماترد في الأحاديث : أصابنا مطر ...
وإذا نزل المطر قال (اللهم صيباً نافعاً ) البخاري.

١٢- يقول بعض الفلكيين أو المتخصصين في الأحوال الجوية : سينزل المطر غداً .
وهذا لايجوز ؛ فنزول الغيث من الغيبيات التي لايعلمها إلا الله ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...) 
وقال النبي صلى الله عليه وسلم 
(مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله) البخاري .

وعليهم أن يقولوا : يتوقع بمشيئة الله نزول الأمطار يوم كذا.. وحبذا عدم المبالغة في ذلك ؛لتكون القلوب متعلقةً بالله عزوجل .
هذا ماتيسر ذكره ، 

وفق الله الجميع لطاعته .

........................................................

خلاصة البحث


وجدنا 


مع فرحنا بالمطر ومع حرصنا على الدعاء وعلى الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن هناك بعض الأقوال المخالفة التي تنتشر على ألسنة بعض الناس وأقول ابتداءًا يعني لا أجزم أن  لا أحد يقولها تعمدًا ولكن قد تقع من بعضهم إما سهوًا أو تقليدًا وهكذا فتجد الآن  أكثر ما أسمعه عند نزول الأمطار أو خاصة في وسائل التواصل عبر وسائل الواتس أوغيرها يعني الدعاء لأصحاب القبور عند نزول الغيث مثلًا 

يقول 

اللهم أمطر على قبور موتانا من سحائب رحمتك أو يقول اللهم كما سقيت الأرض بمطرك أسق قبورهم

 بل بعضهم يقول عسى المطر يسقي ضيوف المقابر ويغفر ذنوب أحبابنا والقرابة

الأخوة الكرام 

الذي يجب أن نتبه إليه أن

الميت في قبره لا ينتفع بنزول المطر وأيضًا كلمة المطر يغفر ذنوب يعني الموتى هذا نسأل الله العافية العبارة  فيها شرك 

ولا شك أن الذي يغفر الذنوب هو الله عزّ وجل 

ولا يجوز للشخص أن يدعو بمثل هذه المخالفات وهذه الأدعية التي فيها عبارات شركية

والذي نعلمه جميعًا أن الميت في قبره ما ينفعه إلا الدعاء والصدقة من أقاربه وأخوته فينبغي التنبه إلى ذلك.




وكذلك وجدنا حديث

(ثِنتانِ ما تُرَدّانِ : الدُّعاءُ عند النِّداءِ ، و تحْتَ المَطَرِ)
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامعالصفحة أو الرقم: 3078 | خلاصة حكم المحدث : حسن



* وجدنا

(انشقت السماء) هذه العبارة يقولها بعضهم للتعبير عن غزارة المطر، وهي لاتليق في حقه تعالى ، فالسماء لاتنشق إلا يوم القيامة {إذا السماء انشقت}





* وجدنا حديث



كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذلكَ في وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ به، وَذَهَبَ عنْه ذلكَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: (إنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكونَ عَذَابًا سُلِّطَ علَى أُمَّتِي)، ويقولُ، إذَا رَأَى المَطَرَ:( رَحْمَةٌ. )


الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 899 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]




وكذلك حديث 


خَرَجْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ، فأصَابَنَا مَطَرٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا فَقالَ:( أتَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟.) قُلْنَا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، فَقالَ:

( قالَ اللَّهُ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بي، فأمَّا مَن 
قالَ: مُطِرْنَا برَحْمَةِ اللَّهِ وبِرِزْقِ اللَّهِ وبِفَضْلِ اللَّهِ، فَهو مُؤْمِنٌ بي، 
كَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بنَجْمِ كَذَا، فَهو مُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ كَافِرٌ بي )
الراوي : زيد بن خالد الجهني | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 4147 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]





* وجدنا


سؤال: ما صحة الحديث...(ما من عام أمطر من عام ) ؟

وكانت الإجابة


...



الحديث ... رواه البيهقي في "سننه" (6717) والحاكم في "مستدركه" (3520) ، والطبري في " تفسيره " (19/280) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (15247) من طريق الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عَنْهُمَا قَالَ :
 "مَا مِنْ عَامٍ بِأَقَلَّ مَطَرًا مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ "، 
ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ) .
قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي .

ورواه الطبري (17/84) ، والبيهقي (6716) من طريقين عن عَبْدُ اللَّهِ ابْن مَسْعُودٍ رضِي الله عَنْه قَالَ :
 " مَا عَامٌ بِأَكْثَرَ مَطَرًا مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُحَوِّلُهُ كَيْفَ يَشَاءُ " .
وقد رواه البيهقي (6725) عن ابن مسعود مرفوعا ، ثم قال : " كَذَا رُوِىَ مَرْفُوعًا بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ " .
وجزم ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (6/116) بنسبته إلى ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما .
ورواه الطبري (17/84) عن الحكم بن عتيبة من قوله .

والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2461) عن ابن عباس من قوله وصححه على شرط الشيخين ، وذكره عن ابن مسعود أيضا ثم قال : " فيظهر مما تقدم أن الحديث وإن كان موقوفا ، فهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد ، ولأنه روي مرفوعا " انتهى.

والخلاصة :
أن الحديث صحيح عن ابن مسعود وابن عباس من قولهما ، أما مرفوعا فلا يصح ، وهل له حكم الرفع ؟ هذا محل اجتهاد ، والذي يظهر – والله أعلم – أن لا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يثبت عنه ، ولكن ينسب إلى من ثبت عنه ، ويقتصر على ذلك .

والله تعالى أعلم .





* وجدنا سؤال

هل استخدم لفظ (المطر) في القرآن للعذاب فقط ؟


وكان من ضمن الإجابة

فخلاصة الأمر :

أن لفظ (المطر) استخدم في القرآن غالبًا للعذاب، إلا أنه يستخدم أيضا في سياق الرحمة والغيث 
في مواضع قليلة، وثبت السنة بذلك الاستخدام ، دون تفرقة .

ولا بأس باستخدامه في الكلام العادي، ولا كراهة فيه بوجه ؛ لأنه استخدم في السنة ولغة العرب كذلك، 
والله أعلم .





وكذلك حديث



أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي 
وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِمتفق عليه.




وأيضًا 


من الأذكار الواردة عند نزوله أن يقول :

(اللهم صيبًا نافعًا) .

البخاري

صيباً : هنيئاً نافعاً - يعني غير ضار .



* وجدنا حديث



( مَفاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُها إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ ما تَغِيضُ الأرْحامُ إلَّا اللَّهُ، 

ولا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتي المَطَرُ أحَدٌ إلَّا اللَّهُ، ولا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أرْضٍ تَمُوتُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا اللَّهُ) 


الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 4697 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]





ويستحب التعرض للمطر ، 
فيصيب شيئا من بدن الإنسان لما ثبت عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قال : " أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ ، قَالَ : فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ ، 
فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ 
قَالَ : ( لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ) " . 
رواه مسلم (898).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق