الجمعة، أغسطس 03، 2018

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت


تسأل عن الأحاديث

أربعة أحاديث هي تغنيك عن حضور أربع دورات تدريبية لأربع مهارات مهمة جداً ..

 لأنها تجمع أصول الأخلاق والأدب وهي ميثاق على المسلم أن يلتزم بها. 

‏▪المهارة الأولى :
‏ قال رسول ﷺ : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت » .
‏" مهارة ضبط اللسان "

‏▪المهارة الثانية :
قال النبي ﷺ : « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .
‏" مهارة ضبط الفضول "..

‏▪المهارة الثالثة :
لما قال رجل للنبي ﷺ : أوصني قال : « لا تغضب » ، فردد مراراً قال : « لا تغضب » .
‏" مهارة ضبط النفس "

‏▪المهارة الرابعة :
قال النبي ﷺ : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه » .
‏"مهارة سلامة القلب"

سئل حكيم  :  كيف تعرف ود أخيك؟ 
فقال  : يحمل همي ، ويسأل عني ، ويسد خللي ، ويغفر زللي ، ويذكرني بربي ، فقيل له : وكيف تكافئه؟
 قال  : أدعو له بظهر الغيب .

 اللهم اجعلنا أخوة في الله متحابين . 
وفي الفردوس على سرر متقابلين 
اسعد الله أوقاتكم  بكل خير

.......................................................................

خلاصة البحث



الحديث الأول 
(من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ ، ومن كان يؤمنُباللهِ واليومِ الآخرِ فلا يُؤذِ جارَه ،ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه)
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6475 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


الحديث الثاني


 صحيح

مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يَعنيهِ )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3226 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



الحديث الثالث

أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أَوصِني ، قال : ( لا تَغضَبْ ) .فردَّد مِرارًا ، قال : ( لا تَغضَبْ ) .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6116 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]




الحديث الرابع

 ( لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 13 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]



وكذلك وجدنا


 وذكرنا -أيها الأخوة- شبهة يتعلق بها كثير من الناس اليوم إذا ما جئت لتنصحهم، وهو أن يقول لك: أنا حر فيما أفعل، أنت لا تتدخل في شؤوني الخاصة، وأنا أفعل ما أريد، وقد يقول بعضهم -أيها الأخوة-: حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستشهد به على صحة زعمه ودعواه، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)، فيقول هذا الظالم الجاهل بأمور الدين، والفاقد لحقيقة الشريعة، وروح الإسلام، والذي

ينزل أحاديث رسول الله -عليه السلام- في غير موضعها يقول:

 لا تتدخل فيما لا يعنيك، فتلقى مالا يرضيك، أو ما سمعت رسول الله يقول:
 (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)...


وهذا الحديث -أيها الإخوة- قد عده علماء الإسلام من الأحاديث القليلة الجامعة التي بني عليها الدين، قال الإمام أبو عمر بن الصلاح -رحمه الله تعالى-: "جملة آداب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث: "آداب الخير كلها تتفرع من أربعة أحاديث:
"قول النبي -صلى الله عليه وسلم-(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وقوله -عليه السلام-: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، وقوله للذي اختصر له في الوصية: (لا تغضب)، وقوله: (لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).هذه الأربعة الأحاديث التي عليها مدار الخير وأزمته، ومنها -أيها الإخوة- هذا الحديث الذي نحن بصدده، وقال أبو داوود -رحمه الله-: "اجتهدت في جمع المسند فوجدته أربعة آلاف حديث ثم نظرته ثم نظرت فإذا مدارها على أربعة أحاديث" وذكر هذا منها.,,
معنى: (ما لا يعنيه)
وأما جملة: (ما لا يعنيه) فهذه التي عليها المدار في الكلام، وهي اللب الذي فقده كثير من أصحاب العقول الجوفاء فغدت قلوبهم خاوية على عروشها، ماذا يفهم الناس الآن -أيها الإخوة- من قوله -عليه السلام-: (ما لا يعنيه)؟ يفهمون -كما قدمنا قبل قليل- يفهمون عدم التدخل بالشؤون الخاصة هذا هو فهمهم لهذا الحديث؛ فلذلك في عرفهم واستقر في أفهامهم أنه لا يجوز لك أن تتدخل في حريته الشخصية لكي تنصحه بأمر محرم هو مقيم عليه، أو خطأ ملازم له؛
ولذلك لا يقبلون نهائياً لأنهم يعتبرون أن الحرية التي هي داخلة في هذا الحديث تتعارض مع أمرك ونهيك لهم.
وأما كلمة: (يعني) فإنها تتعلق بالعناية، والعناية -أيها الإخوة- شدة الاهتمام بالشيء، فالمعنى يعني: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) أي: ما لا يهمه في دنياه وآخرته، ما لا يهمه في دنياه وآخرته، وكلمة: (لا يعنيه) لا تفهم -أيها الإخوة- كما قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-:"لا تفهموا بالهوى، وطلب النفس"، يعني: كل واحد يفهم ما لا يعنيه على كيفه، يقول: أنا أفهم أن هذا الأمر لا يعنيني، إذاً هو لا يعنيني، إذاً لا أتدخل فيه، لا، ما لا يعنيه، يعني: بحسب مقياس الشرع، وبحكم الشرع والإسلام؛ ولذلك -أيها الإخوة- كان لا بد من الرجوع في مصطلحاتنا وتعاريفنا ومفهوماتنا وتصوراتنا إلى الدين الحنيف دائماً، وعدم الاستقاء مما ترسب في النفس من مفهومات هذه الحياة الجاهلية، وإلا فإن الضلال ملازم حتماً لكل من فعل هذا.
 الأشياء التي لا تعني المسلم:
وترك ما لا يعني، أيها الإخوة! يشمل: المحرمات، أو المشتبهات، أو المكروهات، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها، وما لا يعني قد تكون في النفس، وقد تكون في الناس...
علم الكلام والفلسفة:
قراءة الفلسفة وعلوم الكلام التي حرمها علماء الإسلام لما فيها من المضرة التي تشبع نفس صاحبها قسوة، فيقسو قلبه من ذكر الله -عز وجل-؛ ولذلك لا يجوز مطالعة كتب علم الكلام والفلسفة إلا لمن أراد أن يرد عليها من علماء الدين، أو المقالات الرديئة أو التي تثير شهوات النفس، وتحمل النفس على ما يشينها من الأخلاق غير الإسلامية.
السؤال عما لا فائدة فيه:
وكذلك -يا إخواني- الاشتغال بما لا يفيد في البحث كاسم كلب أصحاب الكهف ما اسمه؟ ماذا يفيدنا؟ ما عدد مسامير سفينة نوح؟ ماذا يفيد معرفتها؟ وهكذا وهكذا من المسائل التي يشتغل بعض طلبة العلم بالبحث فيها وليست مما يفيده بل هي داخلة قطعاً في هذا الحديث
فضول الكلام:
وكذلك أهم ما يدخل في هذا الحديث ترك فضول الكلام، وحفظ اللسان عن لغو الكلام؛ لأن الله يقول -يا إخواني-:( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ) ق: 17، يتلقى المتلقيان ما يصدر من هذا اللسان يتلقاه المتلقيان عن اليمين وعن الشمال ويدونونه، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )ق: 18، فلذلك كان الاشتغال بما لا يعنيك من أنواع الكلام مسجل عليك، وأنت محاسب عنه؛ ولذلك -أيها الإخوة- يقول الله -تعالى-:( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) يونس: 61.
...اشتريت التحفة الفلانية من متحف كذا بقيمة كذا وكذا، ويسأل عن ماله فيما اكتسبه، وفيما أنفقه.

أيها الإخوة: نحن نحتاج إلى مزيد من إدخال الإسلام وقواعده في أمور حياتنا؛ لأننا مع الأسف الشديد لا نملك فهماً صحيحاً للإسلام إلا من رحم الله، بل إن أفهام المسلمين اليوم قاصرة، كثير منهم أفهامهم قاصرة يفهمون الإسلام عند حد معين، عند المسجد فقط، عند الصلاة فقط، إذا جاء رمضان نصوم، وقت الزكاة نزكي فقط، لكن ليس عنده استعداد أن يفهم أن الإسلام يدخل فيما هو أكثر من ذلك، يدخل حتى في هذه التحف التي يضعها في بيته، يدخل حتى في هذه الهوايات التي يشغل بها معظم أوقاته.
التدخل في الخصوصيات:
ويفهم بعض المسلمين من هذا الحديث فهماً صحيحاً، وهو أن بعض الناس عندهم فضول زائد، عندهم فضول غير شرعي، غير محمود؛ فلذلك يدسون أنوفهم في خصوصيات غيرهم وهي لا تتعارض مع الشريعة،
أيها الإخوة! أن نتدخل في شؤون الآخرين إذا كان الآخرون مقيمون على معاصي، أو يرتكبون منكرات هذا تدخل مشروع محمود 
لا إشكال فيه بل هو مطلوب، لكن أن ندس أنوفنا في أشياء من المباحات التي يشتغل فيها الناس، وليست تتعارض مع الشريعة الإسلامية، فيتدخل الإنسان فيها من باب حب التطلع، أو الاستطلاع، أو الفضول هذه من المسائل المذمومة التي تدخل في هذا الحديث، وإنكار الذي يتدخل عليه على المتدخل صحيح لا شك فيه.
أنت تريد أن تجعل في بيتك مثلاً شيئاً تستفيد منه، أو تغير في بناء البيت، أو تشتري شيئاً مباحاً، فيأتي واحد ويقول: لماذا تشتري كذا؟ ولماذا تفعل كذا؟ ولماذا؟ وهكذا، هذا التدخل في الباحات مذموم، ما دخلك أنت بطريقة بناء بيت فلان؟...
الاهتمام بأمر المسلمين مما يعني المسلم:
وكذلك، يا إخواني، بعد أن عرفنا المعنى العام لهذا الحديث نرجع إلى ما بدأنا به، فنقول هل يكون الآن من الصحيح عندما يقال للإنسان أو يذكر بأحوال المسلمين في أفغانستان، أو فلسطين، أو الفلبين، أو أي مكان من أراضي المسلمين، يذكر بحال المسلمين، هل يقول: والله أنا ما لي دخل فيهم، ولا تعنيني أمورهم هذه أشياؤهم الخاصة، هؤلاء ناس يدافعون عن أراضيهم، أنا مالي دخل فيها، ولا أدعو لهم، ولا أتبرع لهم، ولا أناقش أمورهم، لكن في الوقت الذي هو يعلم الأكلات الشعبية في أبعد بلد من بلاد الأرض، هذه أمور عجيبة!...
أيها الإخوة! من القواعد العظيمة في الإسلام: "أن من لم يهتم بأمور المسلمين ليس منهم" قاعدة جليلة ذكرها العلماء، 
فإذا كل واحد قال: أنا ليس لي علاقة بالناس، أنا لا آمر بالمعروف، ولا أنهى عن المنكر، ولا أنصح أحداً، فإن سفينة المجتمع -أيها الإخوة- ستغرق لا محالة، كما هي قد قاربت على الغرق تماماً في هذا العصر الذي عدم فيه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والناصح في دين الله إلا من رحم الله -عز وجل-، فإذاً يكون بهذا قد اتضح معنى الحديث، وزال اللبس، ولم يعد هناك حجة لأحد إذا جئت لتنصحه في أمر من أمور الدين، أو من الدنيا فيه نفعه أن يقول لك:(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق